وقاد خبراء جامعة كامبريدج إنشاء الأطلس الكوني لملياري نجم، ويعتقدون أنه يمكن أن يلقي الضوء على كيفية ظهور مجرتنا، وما قد يحدث لها في المستقبل البعيد.
وتستند الخريطة التفصيلية إلى أحدث البيانات الصادرة عن بعثة غايا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية – المكونة من قمرين صناعيين على بعد 930 ألف ميل من الأرض، يقيسان المسافة بين الأجسام النجمية في جميع أنحاء المجرة.
وستسمح الخريطة والبيانات المصاحبة لعلماء الفلك باكتساب فهم أعمق لمجرتنا، وكيف تنتشر النجوم، وكيف تجد النجوم الأكثر تشابها مع شمسنا لمزيد من الدراسة التفصيلية في المستقبل.
ويعد أحدث إصدار من مرصد غايا، أكثر خريطة مفصلة للنجوم في مجرة درب التبانة على الإطلاق - وقد تضمن الإصدار الأخير تفاصيل عن 1.6 مليار نجم، وبذلك يصل العدد إلى ملياري نجم.
كما يتضمن معلومات عن مجرات الأقمار لدينا - سحابة ماجلان الكبيرة والصغيرة وجسر النجوم الذي يربط الجسمين النجميين.
وقال الدكتور فلور فان ليوين، الذي قاد مشروع الخرائط ثلاثية الأبعاد في كامبريدج، إن هذه الأداة ستصبح أحد الأعمدة الرئيسية للفيزياء الفلكية الحديثة، ما يوفر للعلماء طرقا جديدة لدراسة مجرتنا بالتفصيل.
وأطلق القمر الصناعي Gaia (غايا) في عام 2013، ويعمل عند ما يسمى نقطة (Lagrange 2) - وهي نقطة ثابتة جاذبيا في نظام الشمس-الأرض، ويقيس موقع النجوم وسطوعها، لفترة طويلة من حيث الحجم واللون.
ويتمثل هدف المهمة الأساسي في قياس المسافات النجمية باستخدام طريقة المنظر. وفي هذه الحالة، يستخدم علماء الفلك المرصد لفحص السماء باستمرار، وقياس التغيير الظاهر في مواقع النجوم بمرور الوقت، الناتج عن حركة الأرض حول الشمس.
وستسمح بيانات "غايا" أيضا لعلماء الفلك بقياس كتلة درب التبانة من خلال تحليل التسارع للنظام الشمسي أثناء دورانه حول المجرة، وفقا لوكالة الفضاء الأوروبية.
ويتتبع "غايا" أيضا السطوع المتغير ومواضع النجوم بمرور الوقت عبر خط البصر (ما يسمى بالحركة المناسبة)، ويقيس مدى سرعة تحركها نحو الشمس أو بعيدا عنها وتقييمها.
ويُعتقد أن الشمس تتسارع خلال أكثر من عام نحو مركز المجرة بمقدار 7 ملم في الثانية، بينما تدور بسرعة حوالي 124 ميلا (200 كم) في الثانية.
المصدر: ديلي ميل