وقًلّص هذا الجسم الذي يقع على بعد نحو 1120 سنة ضوئية من الأرض، بشكل مبدئي من ثقب أسود محير إلى نظام نجمي ثنائي بمدار غير عادي إلى حد ما.
ويتكون النظام من نجم طيفي من النوع Be شديد الحرارة، يدور بسرعة 200 كم في الثانية تقريبا، ويطلق قرصا من غاز الهيدروجين يحيط به.
وفي السابق، وجد أنه مصحوب بنجم B3 III، بقياس 6 كتل شمسية تقريبا، مع مدار 40 يوما. ويبدو أن نجم Be، الذي يقيس أيضا نحو 6 كتل شمسية، يدور في المنطقة، وهو أمر لا معنى له حيث يجب أن يدور جسمان من الكتلة نفسها حول مركز جاذبية مشترك.
وخلص الباحثون في وقت سابق من هذا العام إلى أن الزوج يجب أن يدور حول جسم ثالث ضخم لم يكن مرئيا، وهو ما يفسر سبب حبس النجم العلوي في مكانه - ثقب أسود.
ومع ذلك، كما هو الحال في كثير من الأحيان في العلم، كانت هناك نظرية منافسة: أن نجم B3 III كان في الواقع نجما منخفض الكتلة، وأن الحسابات الأولية كانت معطلة.
وإذا كان هذا هو الحال، فإن الحركة غير المحسوسة تقريبا لنجم Be الأكبر، ستكون مرئية من خلال الاهتزازات والتحولات في قرص غاز الهيدروجين المنبثق منه.
ومن المؤكد أن عالما الفلك دوغلاس غيس ولوتشيان وانغ، من جامعة ولاية جورجيا، اكتشفا اختلافات في القرص تتماشى مع مدار النجم B3 III.
وكتبوا "هذا يشير إلى أن HR 6819 هو نظام ثنائي يتكون من نجم Be ضخم، ورفيق منخفض الكتلة هو البقايا المجردة من نجم سابق في ثنائي نقل جماعي".
وبعبارة أخرى، أخذ نجم Be جزءا كبيرا من رفيقه، ووفقا لعمليات إعادة الحساب، سيكون نجم B3 III بين 0.4 و0.8 كتلة شمسية.
وبالصدفة، أجرى باحثون في KU Leuven في بلجيكا، تحليلا مستقلا لقرص الهيدروجين المنبعث من النجم، وتوصلوا تقريبا إلى النتيجة نفسها تماما مثل غيس ووانغ.
وفي تحليلهم، وجدوا أن للزوج كتل شمسية تبلغ 0.4 و6 على التوالي.
وكتبوا: "يشير هذا إلى أن المرحلة الأولية قد تكون نجما مجردا وليس عملاقا من النوع B. وفي إطار هذا التفسير، لا يحتوي HR 6819 على BH".
ووجدت ورقة بحثية ثالثة، قيد النشر حاليا، أنتجها علماء الفلك: كريم البدري وإليوت كواتيرت، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أيضا 0.47 و6.7 كتلة شمسية لنجوم B3 III وBe على التوالي، ما يوفر المزيد من الأدلة على وجود ثنائي نجمي غير عادي بدلا من ثقب أسود في فنائنا الخلفي الكوني.
وظل نظام HR 6819 يثير حيرة علماء الفلك على مدار العقود الثلاثة الماضية. وإذا تم تأكيد جميع النتائج الجديدة من خلال الملاحظات المستقبلية، فقد تقدم فرصة فريدة أكثر للعلماء، لأنها قد تشير إلى وجود نجم في نقطة نادرة في تطوره، والتي نادرا ما تُشاهد مباشرة.
وقد يكون العلماء قادرين على دراسة نجم مصاحب أكمل مؤخرا نقل الكتلة، ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة التبريد "القزم الأبيض" في تطوره، ما يساهم في زيادة فهم تكوين النجوم في الكون الأوسع.
المصدر: RT