ولا يعتقد علماء الفلك أن صخرة الفضاء ستقترب بهذا القدر مرة أخرى من الأرض لنحو 7000 سنة قادمة، ولحسن الحظ تم التقاطها باستخدام الكاميرات.
ومن الواضح أن الألوان القادمة من المذنب، مكنت الفلكيين من تحديد مكونات هذه الصخرة الجليدية.
ومع اقتراب المذنبات من الشمس، تتفاعل المواد الكيميائية مع الحرارة وتنتج مجموعة من الألوان.
ووفقا لموقع علم الفلك Space Weather ، فإن رأس المذنب أخضر، وهذا يعني وجود الكربون ثنائي الذرة (C2)، حيث "ينبعث منه توهج أخضر في الفراغ القريب من الفضاء بين الكواكب".
ويقول الموقع إن ذيل المذنب أزرق، ما يدل على أن أحد أكثر الغازات وفرة في المذنب هو أول أكسيد الكربون (CO).
وأضاف Space Weather: "عندما يتدفق ثاني أكسيد الكربون بعيدا عن نواة المذنب، يتأين من الأشعة فوق البنفسجية الشمسية. وتتوهج أيونات أول أكسيد الكربون (CO+) باللون الأزرق عندما يعاد التقاط الإلكترونات من الرياح الشمسية".
ويظهر ذيل الغبار من المذنب باللون الأصفر، وهو مجرد انعكاس لضوء الشمس.
وذكر موقع Space Weather: "إن الذيلين منفصلان بشكل جيد، ويكشفان عن ألوانهما الفردية لأنهما موجهان بقوى مختلفة".
وتابع الموقع: "يتم دفع الذيل الأيوني الغازي مباشرة بعيدا عن الشمس بواسطة الرياح الشمسية، وهو بمثابة نوع من الرياح الزجاجية بين الكواكب. ومع ذلك، لا يتم دفع مسار الغبار الثقيل بسهولة".
وواصل: "بقع الغبار تشبه فتات الخبز التي يتم إسقاطها على مدار المذنب، تنحني بعيدا عن الذيل الأيوني، وتتبع خطوات المذنب بدلا من النسيم المحلي".
وأشار بعض العلماء إلى أن المذنب "نيووايز" (NEOWISE) قد يكون آخر مذنب يمكن رؤيته بالعين المجردة.
ووصل المذنب إلى أقرب نهج له من الأرض في 23 يوليو، ولكن لا يزال بإمكاننا رؤيته لبضعة أيام أخرى، بعد غروب الشمس تحت كوكبة الدب الأكبر.
ويقول فريق من الباحثين إن التلوث الضوئي يزيد من صعوبة الأمر بالنسبة لعلماء الفلك ومحللي النجوم الهواة على حد سواء، حيث تزداد الإضاءة الاصطناعية باستمرار.
ووفقا لمتحف التاريخ الطبيعي، يتزايد التلوث الضوئي الناجم عن الإضاءة الاصطناعية بمعدل 6% سنويا.
وبينما تصبح الأشياء أكثر إشعاعا هنا على الأرض، تبدو السماء في الليل أكثر قتامة.
وقال غاريث دوريان، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في علوم الفضاء بجامعة برمنغهام، وإيان ويتاكر، المحاضر الأول في الفيزياء من جامعة نوتنغهام ترينت، إنه يجب على الجميع الاستفادة من المذنب الحالي، وهو أول ما يمكن رؤيته من الأرض منذ التسعينيات، كما يمكن أن يكون الأخير.
وكتب الثنائي: "لذلك لن يُشاهد المذنب نيووايز إلا لبضعة أسابيع بالقرب من الأرض بينما يكون بالقرب من الحضيض (أقرب نهج للشمس). ثم سيقضي آلاف السنين في التحرك ببطء قرب الطرف الآخر من مداره".
وأضافا: "مع الزيادة المستمرة في تلويث الضوء لسماء الليل، أصبحت مراقبة المذنبات بالعين المجردة أكثر ندرة. وحتى الآن، على الرغم من ذلك، يقدم نيووايز فرصة رائعة لملايين الناس لرؤية ظاهرة سماء الليل التي عادة ما تُرى مرة واحدة فقط في عقد أو أكثر".
المصدر: إكسبرس