وهذه النتيجة لها آثار في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض وتوسع عدد الكواكب التي يمكن أن تزدهر فيها الحياة لتشمل تلك التي تم تجاهلها سابقا.
وتم العثور على العديد من الكواكب مع جو مصنوع بالكامل تقريبا من الهيدروجين، ولكن تم تجاهلها في البحث عن الحياة.
ويقول الخبراء الآن إنه يجب فحص هذه العوالم بالتفصيل لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على أشكال الحياة.
ويساعد الهيدروجين في الحفاظ على الكوكب دافئا، ما يجعل المزيد من العوالم المحتملة مصادر خفية للحياة الغريبة، غير المعروفة لدينا على الأرض.
وتعتقد البروفيسورة سارة سيغر، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أنه يجب على الفلكيين توسيع آفاقهم وهم يمسحون الكون بحثا عن الحياة.
وقالت: "يمكن للميكروبات أن تعيش وتنمو في جو هيدروجيني بنسبة 100%، يجب علينا توسيع أنواع الكواكب التي نعتبرها تستحق البحث".
وقادت سيغر (48 عاما )، الحائزة جوائز في الفيزياء الفلكية، بحثا نُشر في مجلة Nature Astronomy، ووجدت أن بكتيريا الإشريكية القولونية والخميرة نجت ونمت في الهيدروجين النقي.
وكانت الميكروبات قادرة أيضا على التكاثر بطريقتها العادية، ولكن بمعدل أبطأ بكثير مما كانت عليه في الظروف الخصبة التي شوهدت على الأرض.
وأنتجت الكائنات الحية نسلها أبطأ بنحو 300 مرة مما كانت عليه في الظروف المثلى.
ويساعد الهيدروجين الموجود في الغلاف الجوي الكوكب على الاحتفاظ بالحرارة، لذا من المرجح أن يعاني الكوكب الذي يتكون من غلاف جوي غالبيته من الهيدروجين من "الاحترار العالمي" الشديد.
وعلى الأرض، على سبيل المثال، لا يوجد سوى كمية ضئيلة من الهيدروجين في الغلاف الجوي، ما يجعل الظروف معتدلة على الرغم من قربها النسبي من الشمس.
لكن النتائج تظهر أن عوالم أبعد بعشر مرات من نجمها وذات أجواء غنية بالهيدروجين، ستكون قادرة على إيواء الحياة بسبب تأثيره على الاحترار، حيث أن وجود مستويات كبيرة من الهيدروجين يبقي هذه العوالم دافئة، بمستويات يمكن نظريا أن تساعد على ازدهار الحياة.
إنه يجعل ما يسمى بـ "الأرض الفائقة"، كواكب شبيهة بكوكبنا ولكن أكبر منه بنحو عشر مرات، مرشحين رئيسيين للحياة الغريبة.
ويسهل العثور على تلك العوالم الغنية بالهيدروجين حيث أن وجود الغاز يمنحها غلافا جويا سميكا ومنتفخا، ما يجعله يبدو أكبر من المعتاد.
وشوهدت البكتيريا تطلق مواد كيميائية "بصمة حيوية"، مثل أكسيد النيتروز والأمونيا والكبريتيد، والتي يمكن أن تصبح علامات يمكن التعرف عليها بواسطة التلسكوبات المستقبلية.
وقد يتمكن العلماء الذين يتجولون في سماء الليل من البحث بشكل خاص عن هذه الإشارات الكيميائية والتركيز عليها في الكواكب لمعرفة ما إذا كانت تأوي الحياة.
وأوضحت البروفيسورة سيغر: "الكائنات الحية الدقيقة مثل الإشكيرية القولونية تنتج مجموعة كبيرة ومتنوعة من الغازات، بما في ذلك التوقيعات الحيوية المحتملة مثل أكسيد النيتروز والأمونيا والكبريتيد. ويمكن أن تتراكم هذه التوقيعات بكميات كبيرة وفي النهاية يمكن اكتشافها.
وأشارت أيضا إلى أن وجود حياة خارج الأرض حتمي على الأرجح، ويمكن اكتشافها في غضون 15 عاما.
المصدر: ديلي ميل