وتفيد مجلة "Global Environmental Change" بأن العلماء استندوا في استنتاجاتهم إلى الإحصائيات الخاصة بالهجرة والمهاجرين للسنوات العشر الأخيرة.
ويقول خيسوس كواريجما من معهد البحوث الاقتصادية في فيينا: "يسبب الاحتباس الحراري الحروب وما يرتبط بها من موجات الهجرة ولكن ليس في كل مكان. لقد أظهرنا أن التغيرات المناخية الحادة تسبب النزاعات وما يتبعها من هجرة الناس بسبب سوء إدارة الدولة ومستوى الديمقراطية المتوسط".
ويعتقد بعض علماء المناخ أن الصراع الحالي في الشرق الأوسط الذي اندلع عام 2009، كان بسبب الجفاف المتكرر. وأن الحرب في أمريكا اللاتينية كانت مرتبطة بظاهرة النينيو التي تسبب انخفاض المحاصيل الزراعية.
كما أن دراسة وتحليل مناخ أوروبا يبين أن ارتفاع حرارة الجو وانخفاضها في السابق سببا سقوط بيزنطة في القرنين 7-8 ميلادية. وقد تكون التغيرات المناخية السبب في انهيار حضارة المايا والهند.
ويرى علماء أن الهجرة سببها الظروف الديموغرافية وليس التغيرات المناخية. ولكن كوارجيما وأفراد فريقه العلمي قرروا التأكد من هذا بتحليل عدد طلبات الهجرة خلال أعوام 2006-2015، المقدمة إلى دوائر الهجرة من 150 دولة.
وبالتوازي مع ذلك، درسوا علاقة هذه الطلبات بمناطق "النقاط الساخنة" والنزاعات الحربية، وقارنوها بالتقلبات المناخية في هذه المناطق باستخدام نموذج إحصائي معقد. واتضح وجود علاقة بين العمليات الثلاث، ولكن بصورة خاصة في البلدان التي فيها مستوى الديمقراطية دون المتوسط أو متوسط وسوء إدارة الدولة.
كما اتضح أن استمرار الجفاف وغيره من التغيرات المناخية الشاذة التي حدثت في هذه الدول زادت من خطر حدوث نزاعات جديدة بسبب الوصول إلى الموارد. وخير مثال على هذا النزاعات الحربية، ما حدث في وسط وجنوب إفريقيا و"الربيع العربي" 2011 و2012 وأحداث سوريا التي تلتها.
وزادت الحروب بدورها من عدد المهاجرين من هذه البلدان بحثا عن حياة هادئة في مناطق أخرى من الأرض. ولكن في المتوسط، أدى انخفاض هطول الأمطار بمقدار وحدة قياسية واحدة، إلى زيادة تدفق اللاجئين بنسبة 3% تقريبا.
كل هذا، جعل الباحثين يؤكدون على وجود "لاجئي المناخ" فعلا، وأن الاحتباس الحراري يسرع حقا هذه الهجرة، على الرغم من أنه يفعل ذلك بشكل غير مباشر.
المصدر: نوفوستي