ودرس الباحثون صحة وحالة أكثر من 25 ألف أمريكي، من جميع الخلفيات والأعراق، بين عامي 1979 و2010. ووجدوا أن الأشخاص الذين لا يثقون بالغرباء، أو يعيشون في مناطق تكثر فيها الشكوك، من المرجح أن يموتوا قبل الأوان.
ولا تعد العلاقة القوية المذهلة بين الثقة والوفيات مفاجئة، كما يقول الباحثون إن "الثقة في الناس تعزز الصداقة الاجتماعية وتقلل من الإجهاد عموما، وهما أمران يرتبطان بصحة أكثر قوة".
ولكن النتائج قاتمة بالنظر إلى أن مستويات الثقة قد تراجعت في الولايات المتحدة، خلال العقدين الماضيين، وهو اتجاه ذو تداعيات خطيرة ومميتة، وفقا للباحثين.
ويقول ألكسندر ميثينغ، الباحث في جامعة ستوكهولم وأحد المعدين المشاركين في الدراسة: "سواء كنت تثق بأشخاص آخرين، بما في ذلك الغرباء، أم لا، فإن ذلك يحدث فارقا يبلغ حوالي 10 أشهر من حيث العمر المتوقع".
ويمكن القول إن هذه أول دراسة تعتمد على السكان في إيجاد الرابط بين الثقة والوفيات.
ومنذ أوائل التسعينيات، أظهرت عشرات الدراسات روابط قوية بين الصحة والانفتاح والإيمان والحنان والثقة. ولكن لم تتخذ أي منها نظرة أوسع لرؤية كيف تعمل هذه الممارسات في المجتمعات.
وقدمت البيانات الاستقصائية العامة الاجتماعية الأمريكية (GSS)، التي تم جمعها على المستوى الوطني، والمرتبطة بسجل الوفيات الوطني (NDI)، جميع المكونات لاستكشاف ذلك. وقاست مواقف الأمريكيين ومستويات الثقة والظروف الاجتماعية والاقتصادية.
وكما كان متوقعا، اعتُبرت الثقة مؤشرا على الوفيات، بغض النظر عن العرق أو الخلفية الاجتماعية والاقتصادية.
ولدهشتهم، شهد الأشخاص الذين يميلون إلى الثقة، انخفاض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 17%، مقارنة بمن كانوا متخوفين من الغرباء.
وتتماشى النتائج مع البحوث السابقة التي قالت إن الثقة مثابة "العامل المناسب" عند التعامل مع الآخرين.
ومن المفترض أن تقلل الثقة من الاحتكاك في التفاعلات الاجتماعية، وكذلك الضغط النفسي، الذي يساهم في المشاكل الصحية والحياة القصيرة.
المصدر: ديلي ميل