نجهل الجسد البديع الذي نحبه ونتغزّل فيه، موطن الجمال والرحمة والأمان والاستقرار، بل إن بعض النساء أنفسهن يجهلن أجسادهن، فلا يعرفن أسرارها بسبب تقاليد محافظة، أو عادات لم يعد لها وظيفة ولا مكان في القرن الـ 21.
كثيرا ما يحبس المجتمع الذكوري المرأة وراء جدران من المحرمات و"التابوهات" التي اختلقها الإنسان، فتصبح أبسط الأمور صعبة الطرح، وعسيرة المناقشة.
"لنكسر جدار الصمت حول الحيض".. شعار رفعته مؤسسة الرعاية الاجتماعية بدار الطالبة ببلدة تازارين، في الجنوب الشرقي للمغرب، لتلقي بحجر في المياه المغربية الريفية الراكدة، حيث أن إثارة موضوع فسيولوجي فطري كهذا يعد من ممنوعات المجتمع المغربي الريفي المحافظ.
جلست الفتيات، وكلهن محجبات، أمام مجموعة من الناشطات في مجال التنمية المجتمعية، يستمعن لمعلومات حول البلوغ والحيض، ويفتحن للمرة الأولى نقاشا حوله، خاصة وأن بلوغ الفتاة يعد أكثر المنعطفات أهمية في حياتها، ويجب عليها أن تفهم سر التغيّرات التي تظهر على جسدها، وكيفية التعاطي معها، حتى تتحول إلى امرأة طبيعية في مجتمعها.
وتقود مشروع "كسر جدار الصمت حول الحيض" جمعية نادي نساء المستقبل بتازارين، بدعم ومشاركة سفارة فرنسا بالمغرب، وجمعية ليلى ونوال الفرنسية وجمعية آفاق للتنمية القروية. ويتضمن المشروع أنشطة متعددة تهم الفتيات والنساء في المنطقة. ويستمر في تنظيم موائد مستديرة في عدد من الدوائر في الريف المغربي، بهدف إشراك المرأة هناك في مختلف مناحي الحياة.
المصدر: وكالات
محمد صالح