قصة موت الفتى الوسيم!
ظهر في الولايات المتحدة في فترة الكساد العظيم لص وقاطع طريق خطير يدعى تشارلز آرثر فلويد. هذا اللص كان مختلفا عن غيره وكان يحظى بشعبية وسط عامة الناس حتى أن البعض سماه "روبن هود".
بالمقابل عد آخرون هذا المجرم الخطير والمثير للجدل، شيطانا، واعتبره جون إدغار هوفر، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، العدو العام رقم واحد.
كان تشارلز فلويد سارق بنوك جرئ، وكانت الصحف الأمريكية تُسميه "الفتى الوسيم".
إحدى الروايات تفيد بأن هذا اللقب أسبغ عليه لأنه كان يرتدي قمصانا وسراويل بيضاء أثناء عمليات السطو، بدلا من ملابس العمل المعتادة في تلك الحقبة.
رواية أخرى عزت هذا اللقب إلى شهادة موظف في بنك تعرض للسرقة. وصفه بأنه "فتى وسيم بخدين مثل التفاح". رجل العصابات نفسه كان يمقت هذا اللقب.
المختلف في قصة لص البنوك هذا أن البسطاء من الأمريكيين أعجبوا به وتعاطفوا معه وأصبح بمثابة "بطل" و"فاعل خير"، خاصة بالنسبة للأمريكيين المثقلين بالقروض والرهون العقارية في فترة الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة التي بدأت بانهيار سوق الأوراق المالية عام 1929.
اللص الأمريكي "الوسيم" لم ينهب البنوك فقط، بل تعمد وعصابته تدمير جميع الوثائق التي تصادفهم.
قام أفراد العصابة بإحراق سندات الصرف والرهون العقارية على المنازل واتفاقيات القروض. بهذه الطريقة ساعد اللص المزارعين والمواطنين الأخرين على التخلص من ديونهم.
كان اللص تشارلز يتسم أيضا بالوقاحة والغرور وكان لا يتوانى عن إطلاق النار على كل من يعترض طريقه.
كان يعمل في البداية منفردا. يقتحم البنوك بوجه مكشوف حتى يعرفه الناس ويطمئنون إلى أنه لن يؤذيهم.
قيل، إنه كان يسرق بلباقة وتهذيب ولباقة. زد على ذلك أنه كان يلقي برزم من الأوراق النقدية من سيارته أثناء هروبه من مسرح الجريمة.
بدأ الشاب فلويد نشاطه الإجرامي عام 1922 ولم يتجاوز عمره حينها 18 عاما. غنيمته من أول سرقة كانت 3 دولارات و50 سنتا فقط. بعد عامين تزوج، ودفعه ذلك إلى ارتكاب المزيد من السرقات لإعالة أسرته. كانت البطالة مستشرية ولم يجد أي خيار آخر.
بعد عملية سطو فاشلة، قُبض عليه في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري عام 1925، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات.
أطلق سراحه في عام 1930 لكنه لم يهدأ. قام بسرقة أحد البنوك وتم القبض عليه مجددا وحُكم عليه بالسجن 12 عاما. لاذ بالفرار أثناء نقله إلى سجن ولاية أوهايو لقضاء عقوبته هناك.
بعد محاولتين فاشلتين، غير أسلوبه في السطو. جمع حوله بعض اللصوص وشكل عصابة نجحت بين عامي 1931 – 1932 في سرقة 51 بنكا.
اتسع نشاط عصابة فلويد. في بعض الفترات قامت بحوالي ثلاث عمليات سطو في الأسبوع.
تصرف ومن معه بوقاحة وجرأة وحاول تفادي وقوع ضحايا، لكنه لم يتمكن من ذلك. أول من قُتل، ضابط شرطة يدعى رالف كاستنر حاول اعتراض اللصوص أثناء قيامهم بالسطو على بنك في مدينة بولينغ غرين بولاية أوهايو. خلال تبادل لإطلاق النار أصابت رصاصة ضابط الشرطة في رأسه فأردته قتيلا.
بعد عدة أشهر من عام 1931 تورط الفتى الوسيم وعصابته في قتل وجرح عدة أشخاص بمدينة ماكنتوش بولاية أوكلاهوما من بينهم عميل فيدرالي وعمدة سابق للمدينة حاول اعتراض طريق العصابة.
خلال عملية سطو في 23 نوفمبر 1932، قتل 3 لصوص من عصابة الفتى الوسيم، لكن زعيمهم تمكن من الفرار وهرب خالي الوفاض. نجا من الموت بفضل سترة مضادة للرصاص كان يرتديها.
التحول البارز حدث في 17 يونيو 1933، حين وقعت في مدينة كانساس سيتي جريمة دموية سقط خلالها ثلاثة من رجال الشرطة وعميل فيدرالي. لم يتم إثبات تورط "فلويد الوسيم" في الجريمة، لكن مكتب التحقيق الفدرالي اتهمه رسميا بالمسؤولية عن الجريمة ووصف بأنه "العدو العام رقم 1".
نفى اللص "الوسيم" أي علاقة له بالجريمة، وكتب رسالة بهذا المضمون إلى إحدى الصحف، إلا أن ذلك لم يجد نفعا.
ضاقت الحلقات حول "فلويد" وعصابته وأصبحت عمليات السطو أكثر صعوبة من السابق. كان رجال الشرطة بالملابس الرسمية والمدنية في كل مكان، وكانت لديهم أوامر بإطلاق النار على اللصوص فورا ومن دون سابق إنذار.
بعد عدة عمليات سطو وصدامات مع رجال الشركة جرت معركة الفتى الوسيم الأخيرة.
أثناء مطاردة الشرطة له، فتح فلويد النار إلا أن أحد ضباط الشرطة تمكن من إصابته في بطنه.
سقط الفتى الوسيم على الأرض وحاول إخراج مسدس من جيبه، لكن رجال الشرطة أحاطوا به ومنعوه من ذلك.
ظنوا في البداية أن إصابته طفيفة وقام الضابط الذي أطلق عليه النار باستجوابه عن جريمة القتل الدموية في مدينة كانساس سيتي.
اللص الجريح رفض الإجابة على أسئلة ضابط الشرطة وقال وهو يحتضر: "اسمي تشارلز فلويد. أعتقد أنك قتلتني، اذهب إلى الجحيم"، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
"ملكة الضباب" داخل برميل مغلق!
ناهزت من العمر 63 عاما ومع ذلك خاضت في 24 أكتوبر 1901 مغامرة شديدة الخطورة. جلست داخل برميل ضخم مغلق وتدحرجت من قمة شلالات نياجارا وهوت إلى الأسفل مع المياه المتدفقة.
من المجد إلى الانتحار.. قصة أشهر طيار برازيلي!
قام طيار برازيلي يدعى ألبرتو سانتوس دومون في 23 أكتوبر 1906 بأول رحلة جوية مسجلة رسميا في أوروبا بواسطة "مركبة أثقل من الهواء"، وهي طائرة طراز "سانتوس دومون 14-bis".
الفيلسوف الذي اختار الجزائر ورفض جائزة نوبل
لم يرفض جائزة نوبل في الأدب بطواعية تامة أحد غيره. الجائزة استحقها "لعمله الإبداعي، الغني بالأفكار، المشبع بروح الحرية والبحث عن الحقيقة، والتي كان لها تأثير كبير على عصرنا".
وخرج القطار من الجدار!
اندفع القطار نحو محطة "مونبارناس" في باريس بسرعة كبيرة مدمرا كل ما يعترض طريقه، ثم طارت القاطرة البخارية مخترقة جدار المحطة الخارجي قبل أن تسقط على حاشية الشارع الرئيس.
ناج وحيد على ظهر "سفينة أشباح"!
لم يُعثر على ظهر سفينة الشحن الكوبية "روبيكون" التي وُجدت طافية في منطقة مثلث برمودا إلا على كائن حي واحد هو كلب. اختفى جميع أفراد الطاقم ولم يتركوا ما يدل على مصيرهم.
مقتل رئيس فوق "المنحدر العظيم"
فقدت موزمبيق رئيسها سامورا ماشيل إثر تحطم طائرته الرئاسية طراز "تو- 134" في ظروف غامضة، أثناء عودته من زيارة إلى زامبيا مساء 19 أكتوبر 1986.
وصية داخل خيمة مدفونة في الثلوج: "بحق الرب، لا تتخلوا عن أهلنا"!
جرى مطلع القرن العشرين سباق محموم على القطب الجنوبي بين المستكشفين النرويجي روالد أموندسن والبريطاني روبرت سكوت. التنافس الذي جري عامي 1911 – 1912 تحول إلى قصة مثيرة ومأساوية.
الرواية الرسمية لمقتل القذافي والروايات البديلة!
مر على مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي 14 عاما، ولا يزال الخبراء يبحثون عن دوافع الغرب الحقيقية في التدخل العسكري والإصرار على التخلص منه في تلك الفترة المتفجرة من "الربيع العربي".
قصة بونابرت مع مدرس اللغة الألمانية.. "سيبقى الإمبراطور أحمقا إلى الأبد"!
وصل الإمبراطور نابليون بونابرت إلى "سانت هيلينا" في 17 أكتوبر 1815. لم تكن تلك الرحلة نزهة بحرية أو فتحا عسكريا. نقله البريطانيون إلى سجنه ومنفاه الأخير في هذه الجزيرة النائية.
جاك السفاح الذي أرعب لندن وضحك على الشرطة من قبره
وصلت إلى أيدي المحققين في العاصمة البريطانية في 15 أكتوبر 1888 "رسالة من الجحيم". المُرسل كان "السفاح جاك" الذي ارتكب سلسلة جرائم قتل وحشية في فترة عُرفت بـ"خريف الرعب".
التعليقات