عدد من الباحثين الغربيين يعتقدون أن الأطفال حتى سن الثامنة يمكنهم تذكر حياتهم السابقة وفي بعض الأحيان يتحدثون عنها، في حين أن البالغين لا يعلقون أهمية على ذلك، أو يعتبرون ما يصدر بهذا الشأن عن هؤلاء الأطفال، مجرد أحاديث خيالية.
الباحث في مجال التناسخ، جان ستيفنسون، يرى أن أثر الحياة السابقة يظهر في جسم الشخص، مشيرا إلى أن آثار الحياة السابقة، وخاصة طريقة الموت في تلك الحياة، قد تظهر في صورة شامات بأشكال غير اعتيادية. على سبيل المثال تظهر في موقع الإصابة بالرصاص ندوب أو تشوهات خلقية.
هذا الباحث أثناء توثيقه للقصص عن التناسخ، لاحظ أن عددا كبيرا جدا من الأطفال الذين سرد قصصهم، توجد على أجسامهم علامات يربطها الأطفال أنفسهم بتجارب الحياة الماضية. على سبيل المثال، ولد الصبي الهندي رافي، الذي قال إن حنجرته قطعت من قبل قاتل، بشريط يحيط برقبته، يشبه ندبة طويلة ناجمة عن جرح سكين.
من بين القصص المذهلة الكثيرة عن تجارب التناسخ التي مر بها البعض، واحد يدعى تانغ جيانغشان كان ولد في مقاطعة هاينان الصينية. كان طفلا عاديا حتى سن الثالثة، وبعد ذلك بدأ يروي قصصا غريبة. قال إن اسمه تشين مينداو وان والده يدعى ساندي، وأنه عاش في قرية دانتشو، وكانت تبعد 160 كيلو مترا عن مكان إقامته في ذلك الوقت. تحدث الطفل الصغير بطريقة متقنا لهجة تلك المنطقة من الصين.
هذا الطفل روى أيضا أنه توفى في عام "الثورة الثقافية" في الصين نتيجة لجرح في المعدة. الغريب أن الطفل ولد بندوب على بطنه تشبه الطعنات. جرى نقل الطفل إلى تلك القرية، حيث تعرف على والده في الحياة السابقة وعلى جميع أقاربه. منذ ذلك الحين بدأ يعيش تانغ بالتناوب بين العائلتين.
قصة التناسخ الثانية العجيبة بتفاصيل مختلفة عن السابقة، وهي لصبي يدعى سام تايلور كان ولد بعد مرور أكثر من عام ونصف من وفاة جده. هذا الطفل حين تجاوز عمرة العام الواحد بقليل، أذهل والده الذي كان يقوم لحظتها بتغيير حفاضاته. الطفل قال لوالده: "أنا غيرت حفاظاتك حين كنت كبيرا مثلك"!
من لحظتها، بدأ الطفل سام باستمرار بالكشف عن تفاصل من حياة جده الراحل متحدثا باسمه. قال إن لديه أختا قتلت، وأن جدته كانت تحب صنع اللبن المخفوق لجده. كانت حكايات هذا الطفل مليئة بالتفاصيل التي لم يكن بمقدوره في تلك السن معرفتها مسبقا.
علاوة على كل ذلك، تمكن سام من التعرف على صور جده بما في ذلك تلك التي يظهر فيها في سن صغيرة. ميز الطفل صور جده بين عدد كبير من الصور وكان يصيح حين تظهر قائلا: "هذا أنا"!
القصة الثالثة كشفت عنها صحيفة "صن أون لاين" في عام 2006، وهي تدور حول مواطن بريطاني اسمه كاميرون ماكولاي. حين كان له من العمر 6 سنوات بدأ يتحدث لأقرانه عن والدته الثانية ومنزله الآخر وأماكن عديدة لم يزرها من قبل.
والدا الطفل قلقا من حالته لأنه كان يبكي باستمرار من دون سبب، وكان يقول إنه يشتاق إلى أقاربه البعيدين. بمساعدة أطباء نفسانيين، عرفت الأسرة أن الطفل يتحدث عن أحداث جرت في جزيرة بارا التي تبعد 250 كيلو مترا عن مقر إقامة عائلته الحالية.
قررت الأسرة زيارة الجزيرة، وهناك شعر الطفل بتحسن وهدأ على الفور. توقف عن البكاء وبدت عليه علامات السرور. عن هذه القصة أنتج فيم وثائقي بعنوان "الطفل الذي عاش بالفعل من قبل".
القصة الرابعة عن التناسخ جرت في الولايات المتحدة. بعد أن زار الطفل جيمس لينينجر البالغ من العمر عامين مع والديه متحفا عن الحرب العالمية الثانية، بدأت تراوده كوابيس كان يرى نفسه فيها يقود طائرة على وشك السقوط.
في البداية لم يهتم والداه بما يتحدث عنه الطفل، إلا ان حالته ساءت، وقررت الأسرة استشارة طبيب متخصص. تفاجأ الوالدان بأن طفلهما البالغ من العمر عامين فقط، على دراية جيدة بمحركات الطائرات المقاتلة، وأجهزتها ومواصفاتها الفنية.
لاحقا روى الطفل بالتفصيل قصة المعركة التي أسقط فيها. كان جده أول من فكر في مسألة التناسخ في تفسير حالة الطفل. حين فحص الأب البيانات عن الطيار الأمريكي الذي تحدث عنه الطفل وأسقط اليابانيون طائرته، تأكدوا من صحة جميع المعلومات. ما أن حمله والداه في زيارة إلى المكان الذي أسقطت في تلك الطائرة حتى توقفت الكوابيس تماما.
يمكن أن تصدق مثل هذه الحكايات عن التناسخ ويمكن أن تعدها لغرابتها مجرد حكايات خيالية لا أساس لها، إلا أن ذلك لا يلغي وجود الكثير من الألغاز المحيرة في العالم بما في ذلك "التناسخ".
العلم حتى الآن ينكر التناسخ ويضعه في خانة الأفكار والمعتقدات الدينية، لكن لا يوجد شيء ثابت وأبدي في الحياة، وقد تظهر في المستقل حقائق في هذا المجال تقلب المفاهيم السائدة.
المصدر: RT