الشرطة المحلية في بلدة بورتابيك الصغيرة في مقاطعة نوفا سكوشا الكندية، تلقت منتصف ليلة 18 أبريل 2020، بلاغات حول إطلاق نار في ثلاثة منازل، ونصح ضباط الشرطة السكان المتصلين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها.
هرعت الشرطة الكندية إلى المكان، وعثرت على العديد من الضحايا في محيط وداخل المنازل الثلاثة التي احترقت بالكامل، إلا أن القاتل فر من المكان.
عملية إطلاق النار التي أودت بحياة العديدين في أربع بلدات في مقاطعة نوفا سكوشا، تبين أن وراءها مواطن كندي، اسمه غابرييل وورتمان، ويبلغ من العمر 51 عاما، وهو طبيب أسنان.
بدأت عملية إطلاق النار بعد أن تشاجر ورتمان مع حبيبته وشريكته في السكن. الحبيبة نجت وتمكنت من الفرار والاختباء في غابة قريبة، حيث مكثت ساعات إلى أن عثرت عليها الشرطة.
تلك المرأة أبلغت رجال الشرطة بأن صاحبها مطلق النار، كان يرتدي زي الشرطة، وأنه يمتلك ثلاث سيارات شبيهة بتلك التي تستخدمها الشرطة.
جيران وورتمان تحدثوا في شهاداتهم بشكل إيجابي عنه، وقيل إنه صاحب عيادة أسنان خاصة قي بلدة دارتموث المجاورة، مؤكدين أنهم لم يلاحظوا من جانبه أي تصرف سيء أو مريب.
الشيء الوحيد اللافت الذي توقفوا عنده، أن الرجل كان شغوفا بكل ما يتعلق بشرطة الخيالة الملكية المحلية وبالأسلحة، وهو أمر ليس نادرا أو غريبا في كندا.
في الساعات القليلة التالية، طاردت الشرطة الجاني. كان في البداية يقود سيارة عليها ملصقات للشرطة المحلية، ثم قام باستبدالها بسيارة نوع "سيدان"، لا تختلف عن غيرها، لكنه في نفس الوقت كان يرتدي زي الشرطة، على الرغم من عدم وجود أي علاقة له بأجهزتها.
قطعت دوريات الشرطة المحلية ما يقرب من 100 كيلو متر لمدة 13 ساعة وهي تطارد الجاني متعقبا آثاره. خلال تلك المطاردة الطويلة، ارتفع عدد الضحايا إلى 18 شخصا. قتل هؤلاء في 16 مكانا مختلفا موزعا على أربع مناطق سكنية بالمقاطعة.
عدد القتلى ارتفع لاحقا إلى 22 شخصا، بعد أن توفى أربعة مصابين في مستشفيات مقاطعة نوفا سكوشا. الشرطة واجهت صعوبة في البداية في إحصاء عدد الضحايا لأن بعض المنازل التي ارتكبت بها جرائم القتل، أشعلت بها النيران.
التحقيقات أظهرت أن وورتمان بقي طليقا بعد عملية إطلاق النار الأولى لمدة 13 ساعة يومي 18 و19 أبريل، وأن ضحاياه بينهم امرأة حامل.
هذا المسلح كان قتل أول 13 ضحية في منطقة "بورتابيك" مقاطعة نوفا سكوشا، خلال مدة 40 دقيقة ليلة 18 أبريل، فيما قتل 9 آخرين في اليوم التالي.
المحققون عثروا لاحقا في منزل وورتمان على قائمة بأسماء أشخاص كان وورتمان ينوي قتلهم، إلا أن معظم من سقط في هذا العمل الجنوني، قتل لمجرد أنه صادفه في طريق فراره.
أثناء مطاردة الجاني، قتلت أيضا شرطية شابة تدعى هايدي ستيفنسون وعمرها 23 عاما بطلق ناري، في حين تعرض رجل شرطة آخر لجروح أثناء مطاردة الجاني.
بعد أن صال وجال ناشرا الموت لأكثر من نصف يوم، لقي غابرييل وورتمان، مصرعه على يد اثنين من أفراد الخالة الكندية في محطة وقود في بلدة إنفيلد بمقاطعة نوفا "سكوشا" الساحلية.
رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، كان وصف ما جرى بأنه واحد من أحلك الفصول في التاريخ الكندي، مشيرا إلى أنه يأمل أن يكون التقرير الذي أعدته لجنة تحقيق خاصة بشأن تعامل الشرطة مع هذه القضية، أحد الخطوات العديدة، نحو ضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة.
المصدر: RT