وفي لقاء مع I24NEWS، صرّح لوزون بتلقيه سنة 2010 دعوة شخصية رسمية من الرئيس الأسبق معمر القذافي "بعد أن قرأ مقالي لا سيما الجملة على لسان أمي (ان شاء الله ما أسكر عيوني وأموت قبل أن أرى ليبيا ثانية)."
ويقول لوزون إنه ولد سنة 1954 في المدينة القديمة في بنغازي، ليبيا يهوديا، وهاجر من البلاد بعد حرب 67، بسبب الظروف السياسية ومؤكدا أن الطفولة في ليبيا كانت "ممتازة جدا."
وذكر أن المضايقات التي تعرّض لها اليهود هناك بعد "نكسة حزيران"، كانت السبب الذي اضطره لمغادرة ليبيا سنة 1967.
وبحسب قوله، وصلت تلك المضايقات إلى حد المذابح، مبينا أنه فقد في إحداها 8 من أقاربه جراء ذلك.
لا رسالة للحكومة الإسرائيلية
وعمّا دار بينه وبين القذافي، كشف لوزون عن سؤال القذافي له فيما لو كان يريد التعويضات، "وقلت له إني أرفض التعويضات، أنا فقط أطلب العدالة لعائلتي التي قتلت والمدفونين في قبر واحد".
وأضاف: "وأن توضع لافتة تفيد بأنه هنا دفنوا أفراد عائلة لوزون".
وأكد أن الرئيس القذافي وعده بإعادة جواز السفر الليبي وترميم مقبرة اليهود التي تعود لألفي عام وتعرضت للتهديم. "بعدين صارت الثورة..". ونفى نفيا قاطعا أن يكون القذافي قد سلّمه رسالة للحكومة الإسرائيلية.
وحول الاعتقاد بانضمام ليبيا إلى "اتفاقيات ابراهيم" والتطبيع مع إسرائيل، قال لوزون.. بعد تفكير: "الأوضاع ليست هادئة في ليبيا هناك حكومتان..في ليبيا.. عليهم أولا أن يرتبوا أمورهم الداخلية..نعم هنالك تغيير في طريقة فهم الأمور وسط العديد من الليبيين وأنا أتلقى العديد من الرسائل الالكترونية، على رجوع اليهود ويوجد اطلاع على كتابي الشفق الليبي."
هذا ويستذكر لوزون طفولة جميلة وكريمة انتهت بلحظة حين أخبرت سلطات البلاد اليهود أن عليهم المغادرة لعدم قدرتها توفير الحماية لهم.
وكشف في لقاءه عن مشاركة جدّه مع الثوار الليبيين في حربهم ضد المستعمر الإيطالي، موضحا أن هذا لم يشفع له بالبقاء في بلده.
المظاهرات كانت سلمية ضد اليهود
وتابع في سرده، أصدر مؤخرا كتاب "الشفق الليبي" قصة يهودي ليبي."، مستذكرا في الوقت ذاته المظاهرات السلمية التي خرجت ضد اليهود ومن دون عنف، وبعد ذلك في 5 يونيو 1967 أعلنت الإذاعة اندلاع المعارك.. "هجموا على اليهود وأحرقوا المخازن والأعمال التجارية التابعة لهم في طرابلس وبنغازي حتى أنهم قتلوا 18 يهوديا من عائلتي عمي أخي أبي وستة صغار."
وأردف قائلا: "كانت صدمتي في تلك السنة أني فتحت عيوني لأكتشف أني لست ليبيا بعد الآن وإنما يهوديا. كانت تلك صدمة".
اليهود أقدم من العرب
يُشار إلى أن لوزون يذكر في كتابه أنّه تم إخراجهم من منازلهم باتجاه معسكر إيطالي.
وعند سؤاله عن أملهم البقاء في ليبيا في ذلك الوقت أم رغبتهم فعلا بمغادرة البلاد آنذاك، تحدث لوزون عن وجود اليهود في ليبيا على مدى ألفين إلى ألفين ومائة عام، مؤكدا أن اليهود والأمازيغ هم أقدم سكان في ليبيا والعرب الذين جاؤوا من شبه الجزيرة العربية جاؤوا ليبيا بعد 600 ميلادية، وأن اليهود كانوا جزءا من الليبيين والدولة الليبية ويشتغلون ويدفعون الضرائب ولم تكن هنالك أي مشكلة.
المصدر: I24NEWS