المستقبل للدرونات الضاربة بدقة عالية
بقيت الطائرات بلا طيار لفترة طويلة تلعب دور الهدف المفترض المتحرك لتدريب الطيارين الحربيين ووحدات الدفاع الجوي .
ولكن الثورة العلمية والتكنولوجية في مجال الهندسة اللاسلكية والبصريات والإلكترونيات قدمت القاعدة اللازمة لإنتاج درونات ثقيلة متعددة الوظائف قادرة على الاستطلاع وتوجيه الضربات من الجو مع القدرة على التحليق المتواصل لعدة أيام.
وحققت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر نجاحات في هذا المجال. وتدل المعطيات على وجود حوالي 500 طائرة من الدرونات الضاربة لدى الولايات المتحدة التي استخدمتها وتستخدمها كثيرا في أفغانستان وباكستان لضرب المسلحين الإسلاميين.
ولكن استخدام الدرونات القتالية يحتاج لرصد واستطلاع دقيق وإلا يمكن أن يتسبب بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين – في الفترة من يناير 2012 إلى فبراير 2013 قتلت الدرونات الأمريكية 200" مسلح" في أفغانستان ولكن تبين لاحقا وجود 35 مدنيا بينهم.
من جانبها أدركت روسيا أهمية الدرونات خلال النزاع في أوسيتيا الجنوبية عام 2008 عندما استخدمت القوات الجورجية طائرات من دون طيار أمريكية وإسرائيلية الصنع. ودفع ذلك وزارة الدفاع الروسية إلى إعادة تقييم الوضع وباشرت بشراء هذه الطائرات من إسرائيل – الخفيفة من نوع Bird Eye 400 والثقيلة من نوع IAI Searcher 2. ومن ثم بدأت بإنتاجها بترخيص في روسيا عام 2012 تحت اسم "فوربوست".
واستخدمت روسيا خلال العملية العسكرية في سوريا، بشكل فعال 70 طائرة من مختلف أنواع الدرونات (خفيفة من نوع "أورلان -10" و "ايليرون -3" وثقيلة من نوع"فوربوست") في عمليات الاستطلاع الجوي ومراقبة المناطق المحيطة بقاعدتي حميميم وطرطوس والرصد والاستطلاع التكميلي لمواقع الخصم قبل وبعد توجيه الضربات ضدها.
ويشير الخبراء إلى وجود حاجة لاستخدام الدرونات الخفيفة والثقيلة في سوريا في الوقت الراهن وفي المستقبل وخاصة لقصف الأهداف الأرضية بما في ذلك مراكز القيادات المحصنة والأهداف المتحركة وتجمع الأفراد في الشوارع ومستودعات السلاح والذخيرة التابعة لداعش والجماعات الإرهابية الأخرى.
المصدر: russian.rt
ادوارد سافين