جاء ذلك في تحليل نشرته صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" وذكرت فيه أن الرئيس فلاديمير بوتين، أوعز خلال وجوده في قمة بريكس في الصين، إلى وزارة الخارجية الروسية لتقوم بصياغة مشروع قرار بشأن نشر قوة حفظ سلام في دونباس، ووعد في المستقبل القريب جدا بتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي.
من المعروف أن المجازفة في اللعب ليست غريبة بتاتا على سلوك بوتين الذي قام عدة مرات سابقا بسحب البساط من تحت أقدام نظيره الأوكراني. لقد اعتقد بوروشينكو، على الأغلب، إنه سيلجأ وكما في السابق إلى تصعيد الموقف على الأرض في دونباس قبيل افتتاح دورة الجمعية العام ليجلب معه إلى جلساتها وكما جرت العادة، قطعة من باص أوكراني مدمر أو بقايا جواز سفر روسي ويزعم أنه يعود لجاسوس عسكري روسي أو شيء آخر من هذا القبيل يمكنه بشكل لا لبس فيه إقناع الرأي العام العالمي بوجود "عدوان روسي على أوكرانيا".
ولكن بوتين سبقه وقام بنفسه بالدعوة لنشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عند خطوط الفصل في دونباس وليس على الحدود مع روسيا، كما ترغب سلطات كييف.
وذكر بوتين أن الهدف الأساسي من ذلك - هو حماية مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وهو أمر يبدو منطقيا في ظل ظروف عدم تطبيق اتفاقيات مينسك من قبل كييف، ومن نافل القول إن تواجد قوات حفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة يمكن أن يوقف القصف المتواصل لأحياء ضواحي دونيتسك المسالمة لأنه لم يتم تنفيذ "هدنة المدراس" المعلنة يوم 25 أغسطس كما لم يتم قبلها هدنة "عيد الفصح" وهدنة " حصاد الحبوب".
لقد تمكن الأوكرانيون من تنفيس اتفاقات مينسك وإفراغها من مضمونها وذلك بإصرارهم على أولوية تسليمهم حق الرقابة على الحدود الروسية – الأوكرانية على الرغم من أن الوثائق الموقعة في مينسك حددت ترتيب تنفيذ البنود بدقة وهي: سحب القوات وتبادل الأسرى ومن ثم العفو العام وتحديد الصفة الخاصة المتميزة لمنطقة دونباس وتعديل دستور أوكرانيا ومن ثم إجراء الانتخابات المحلية وبعد ذلك كله الانتقال لموضوع رقابة الحدود.
من أي دولة يمكن أن يتشكل هيكل قوة حفظ السلام؟ ووفقا للممارسة المعمول بها في الأمم المتحدة، تشكل قوات حفظ السلام المخصصة للعمل في أوروبا، بشكل أساسي من عسكريين من دول آسيا وأفريقيا. ولكن التجربة تدل على أن هؤلاء يبقون عاجزين عادة عن تقديم المساعدة الحالات الحرجة، كما حدث مرارا في البوسنة.
ومن المحتمل أن تصر موسكو أيضا على المشاركة فى هذه القوة وذلك لأن مصير جمهوريات دونباس يهمها، وفي الوقت الراهن هناك طريقتان فقط لحل النزاع: سيناريو "كرواتيا" وسيناريو "مينسك".
السيناريو الأول هو حلم سلطات كييف ويثلج صدرها – من المعروف أن أكثر من 000 200 صربي طردوا من أراضيهم التاريخية في جمهورية صربسكا كرايينا في أغسطس 1995 على الرغم من وجود حفظ سلام دولية وجرى ذلك مع انتهاك كل الحقوق والاتفاقات الدولية القائمة.
أما الثاني – فهو سيناريو مينسك – الذي يتضمن وضع خارطة طريق لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ فترة طويلة. وتعلن ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة التزامها بالصيغة الثانية ولا ترى بديلا لها ولكنها في ذات الوقت لا تتخذ أي إجراء لتطبيقها، وفي الوقت نفسه وعد الموفد الأمريكي إلى أوكرانيا فولكر سلطات كييف بالحصول على أسلحة أمريكية قاتلة وهو ما قد يدفعها للقتال ولكن وكما قال الرئيس بوتين، تتوفر لدى الجمهوريتين مخزونات ضخمة من الأسلحة، التي يمكن استخدامها على قطاعات جديدة من جبهة العدو. ومن الواضح أنه لكي لا يقع ذلك ، يجب نشر قوات حفظ سلام في المنطقة.
المصدر: mk.ru
ادوارد سافين