وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون، عقد عقب لقاء أجري اليوم الأربعاء في الكرملين بينهما والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال: "إننا قمنا اليوم بجولات تاريخية، وأشار تيلرسون إلى أنه شخص من الزمن المعاصر ويفضل ألا يبحث في التاريخ بدلا من التركيز على التعامل مع القضايا الحالية، لكن من أسس عالمنا أن نتعلم دروسا من الماضي، وإلا فلن نتمكن، على الأرجح، تحقيق النجاحات في الوقت الراهن".
وشدد لافروف في هذا السياق على أن روسيا تعارض "الاختبارات" الخاصة بالإطاحة بالأسد، موضحا: "لقد شاهدناها في الماضي ونعلم جيدا جدا إلى ماذا تؤدي".
وتابع لافروف: "ولهذا السبب لا نراهن على أي شخصية في سوريا، إن كان الرئيس الأسد أو أحد أخر".
وأكد الوزير الروسي ضرورة أن يتوصل جميع السوريين إلى اتفاق حول مصير بلادهم في "حوار شامل بين جميع الأطراف".
وأعلن لافروف أن الجانبين الروسي والأمريكي أكدا، خلال المحادثات، عزمهما محاربة الإرهاب الدولي بلا تنازلات.
وبين لافروف أن "هذا الموضوع تم بحثه من قبل رئيسينا خلال الاتصالات الهاتفية العدة بينهما، بما في ذلك المكالمة التي جرت يوم 4 أبريل (نيسان)، عندما اتصل دونالد ترامب بفلاديمير بوتين للتعبير عن تعازيه بصدد العملية الإرهابية في مترو سان بطرسبورغ".
وقال لافروف إن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تمر حاليا بمرحلة صعبة، لا سيما في ظل محاولات بعض الأطراف إعاقة التعاون بين البلدين.
وأعلن في هذا السياق أنن بوتين أكد خلال المحادثات، التي وصفها الوزير الروسي بالشاملة والصريحة، عزم موسكو لتجاوز هذه الخلافات.
وبحث الرئيس الروسي مع الوزير الأمريكي حادث بلدة خان شيخون السورية والضربات الأمريكية التي تم توجيهها لاحقا إلى قاعدة "الشعيرات" السورية.
وأكد كلا الجانبين، حسب لافروف، خلال المحادثات التي استمرت ساعتين، ضرورة إجراء تحقيق موضوعي في قضية الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في البلدة الواقعة بمحافظة إدلب.
وشدد لافروف على أن موسكو ترى استعدادا لدى واشنطن لدعم هذه المبادرة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي أن موسكو ستستغل نفوذها على السلطات السورية لحثها على التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وفي تطرقه إلى الحراك الآخر في مجلس الأمن الدولي حول حادث خان شيخون، أشار لافروف إلى أن موسكو تعتبر محاولات تمرير مشروع القرار، الذي أعدته بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، غير بناء، موضحا أن هذه الوثيقة تركز على اتهام دمشق وليس على ضرورة إجراء التحقيق.
كما لفت وزير الخارجية الروسي إلى أن النهج، الذي أعلنته كل من روسيا والولايات المتحدة، بعدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية، لا يزال في حيز التنفيذ، مؤكدا أن كلا البلدين لديهما مصلحة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
تيلرسون: لا بد من وقف التدهور في علاقاتنا
من جانبه، أشار ريكس تيلرسون إلى ضرورة وقف تدهور العلاقات بين الدولتين العظميين النوويتين وإعادة الثقة بينهما.
ودعا الوزير الأمريكي إلى الحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسية والعسكرية بين القادة الروس والأمريكيين.
وأكد الوزير الأمريكي وحدة موقف واشنطن وموسكو من ضرورة أن تكون سوريا دولة موحدة مستقرة لن يكون فيها مكان للإرهابيين.
تيلرسون: رحيل الأسد يجب أن يكون منظما وسيتطلب وقتا
وأكد تيلرسون أن محادثاته في موسكو تناولت الدور المستقبلي للرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر أنه "من الواضح أن نهاية نظام الأسد قريبة سواء شارك في العملية السياسية أو لم يشارك فيها".
وتابع أن الموقف الأمريكي يتلخص في أن على روسيا، بصفتها أقرب حليفة للحكومة السورية "أن تساعد الأسد في استيعاب هذه الحقيقة"، مضيفا: "نعتبر مهما أن يتم رحيل الأسد بصورة منسقة ومنظمة لضمان تمثيل جميع الطوائف حول طاولة المفاوضات لحظة إيجاد حل سياسي.. أما كيفية حدوث ذلك فستتضح خلال العملية السياسية" المستقبلية.
وأردف الوزير الأمريكي قائلا: "نحن ندرك أن ذلك سيتطلب وقتا معينا. لكن النتيجة لا تبقي للأسد دورا في حكومة سوريا، فالمجتمع لن يقبل ذلك، ولن نقبله نحن".
أما بشأن الضربات الصاروخية الأمريكية الأخيرة في سوريا، فاعتبر تيلرسون أن "الحقائق التي تملكها الولايات المتحدة تؤكد مشروعية" توجيه هذه الضربات.
وأضاف أن الحديث هنا لا يدور سوى عن حادث واحد فقط من حوادث "استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية، وهي خمسون حادثا".
من جهته، أعلن لافروف ردا على هذه التصريحات: "من الواضح أنه موضوع نختلف حوله مع الولايات المتحدة، لأن روسيا تصر على إجراء تحقيق نزيه".
المصدر: وكالات
رفعت سليمان، قدري يوسف