ألقى هذا الاكتشاف الضوء على اللغز التاريخي المتعلق بمصير رفات القديس هيلاريون، مطران سوزدال، التي فُقدت خلال الحملة المناهضة للدين في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين في الاتحاد السوفيتي، حين أُخرجت من تابوتها الحجري.
وفي عام 2024، وأثناء دراسة موقع الدفن، عثر الخبراء تحت أنقاض مخلفات البناء على صندوق خشبي يحتوي على الرفات، وقد نُقش على أحد ألواحه: "رفات أول مطران لسوزدال هيلاريون (1682–1708)". وفي عام 2025، وُاصل العمل الأثري، حيث تم تنظيف القبر الحجري الذي دُفن فيه القديس، فعُثر داخله أيضا على شظايا عظمية.
وأظهرت نتائج التحليل الأنثروبولوجي أن العظام الموجودة في التابوت الخشبي وتلك الموجودة في القبر الحجري تعود للرجل نفسه، الذي كان يبلغ من العمر أكثر من 60 عاما عند وفاته، ما يؤكد أن الرفات تعود للمطران هيلاريون السوزدالي.
سيرة مطران سوزدال "هيلاريون"
تولى هيلاريون منصب المطران عام 1682، وهو الحدث الذي شكّل نقطة تحول في تاريخ مدينة سوزدال. وخلال 26 عاما من خدمته، أشرف على مشاريع عمرانية كبيرة، منها رصف شوارع المدينة بالأخشاب لأول مرة، ونقل المقابر إلى خارج حدودها، وترميم الكرملين، وبناء عدد من الكاتدرائيات الحجرية.
وقد أُعلن تقديسه كقديس لأرض فلاديمير عام 1982، بعد أن توفي عام 1708 عن عمر ناهز 77 عاما، ودُفن في كاتدرائية ميلاد والدة الإله في سوزدال، حيث كان المؤمنون يتوافدون إلى قبره طلبا للشفاعة.
وفي عام 1934، قامت السلطات السوفيتية بفتح القبر ونقل الرفات إلى صناديق المتحف، إلا أن مدير المتحف أليكسي فارغانوف أعاد دفنها سرا عام 1945 في موقعها الأصلي، موثّقا ذلك في محضر رسمي. ولا يزال نقش مكتوب بقلم الرصاص على غطاء التابوت يشهد على ذلك: "رفات أول مطران لسوزدال هيلاريون".
المصدر: Naukatv.ru