ووقع الوثيقة من الجانب الروسي مدير عام شركة "روساتوم" الحكومية، أليكسي ليخاتشوف، ومن الجانب الجزائري وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب.
وتنص خارطة الطريق على مواصلة العمل المشترك بين الطرفين حتى عام 2025 ضمن مجموعة واسعة من المجالات، مثل الطاقة النووية ومفاعلات الأبحاث والتعاون في مجال دورة الوقود النووي.
وحدد الطرفان المزيد من الخطوات لتطوير التعاون العلمي والتقني وتدريب الأفراد، وكذلك التعاون في المنصات الدولية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، فضلا عن العديد من الأنشطة المشتركة، بما في ذلك عقد مجموعات عمل وفعاليات مشتركة وجولات فنية.
وقالت وزارة الطاقة الجزائرية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" إن التوقيع على المذكرة تم على هامش النسخة 13 لمنتدى "آتوم إكسبو" الدولي (ATOMEXPO) الذي جرت فعالياته في مجمع "سيريوس" للمبتكرات بمدينة سوتشي جنوب روسيا.
وأفادت الوزارة بأن مذكرة التفاهم تتضمن "خارطة طريق لأنشطة التعاون المشتركة لسنتي 2024 و2025، والتي تشمل استخدام التطبيقات النووية في مجال الصحة، والعلاج الإشعاعي، والمفاعلات المستخدمة في الأبحاث، والمستحضرات النووية الصيدلانية، وتكوين الاطارات العلمية والتقنية، بالإضافة إلى تطوير التقنيات والتطبيقات النووية للأغراض السلمية".
ومن جانبه قال مدير عام "روساتوم" أليكسي ليخاتشوف، تعليقا على مراسم التوقيع التي جرت يوم الثلاثاء 26 مارس إن "علاقاتنا مع الجزائر تتطور بشكل ديناميكي. ففي ربيع العام الماضي قمنا بتعريف زملائنا الجزائريين على الحلول التي تقدمها شركتنا في قطاع الطاقة النووية. أما اليوم فقد قمنا بالتوقيع على وثيقة تحدد هيكلية تحقيق المزيد من التعاون بين روسيا والجزائر في القطاع النووي في مجالات محددة".
وأضاف: "في هذا الصدد نرحب ترحيبا حارا برغبة الجزائر في تطوير الصناعة النووية، إذ أن التقنيات النووية لا تتيح فقط المساهمة في حل المسائل الاقتصادية ومشاكل الطاقة والاجتماعية الملحة، بل تتيح أيضا اتخاذ خطوة كبيرة في تطوير العلوم والإمكانات البشرية وضمان السيادة التكنولوجية للبلاد. وأنا على ثقة من أن شراكتنا طويلة الأمد واستخدام الحلول الفريدة التي تقدمها روساتوم ستكون بمثابة الأساس لضمان تطور الجزائر في القطاع النووي بشكل نوعي".
وانطلقت يوم الاثنين في إقليم "سيريوس" الفيدرالي بسوتشي جنوب روسيا أنشطة المنتدى الدولي الـ13 "آتوم إكسبو - 2024" وستستمر فعاليات الحدث، المنعقد برعاية شركة "روساتوم" حتى 26 مارس الجاري.
ويجمع المنتدى الدولي خبراء وممثلين عن كبرى شركات الصناعة النووية في العالم، ويناقش الحدث آفاق الصناعة والفرص الاستثمارية والتحديات التي تواجهها، وشارك في المنتدى نحو 45500 ضيف يمثلون 75 بلدا.
والجدير ذكره، أن تحقيق التعاون بين روسيا الاتحادية والجزائر يجري على أساس الاتفاقية الحكومية الدولية للتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، الموقعة بتاريخ 3 سبتمبر 2014.
وفي هذا السياق قامت شركة "روساتوم" الحكومية في مارس 2023، جنبا إلى جنب مع محافظة الطاقة الذرية الجزائرية، بتنظيم لأول مرة ندوة مشتركة حول حلول الطاقة النووية لأصحاب المصالح والشركات الرئسية في سوق الطاقة الجزائري، والتي بحثت بالتفصيل مجالات التعاون المحتمل بين الطرفين.
وفي سبتمبر 2023، وقعت شركة "روساتوم" للرعاية الصحية المساهمة ومحافظة الطاقة الذرية الجزائرية، مذكرة تعاون في مجال الطب النووي.
وتتمتع روسيا بتاريخ طويل من التعاون الناجح مع دول شمال إفريقيا في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، حيث تم منذ الستينيات من القرن الماضي، بناء أول مفاعلات أبحاث في المنطقة بقدرة تصل إلى 5 ميغاواط في عدد من البلدان باستخدام التقنيات الروسية.
كما تقدم روسيا الدعم في تدريب الخبراء ضمن الاختصاصات النووية من هذه البلدان، حيث تقوم "روساتوم" حاليا بتنفيذ أكبر مشروع لبناء محطة طاقة نووية في إفريقيا، وهي محطة الضبعة النووية في مصر، والتي تضم أربع مجموعات طاقة مع مفاعلات الجيل 3+ VVER-1200 بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاواط.
المصدر: RT