مباشر

بوتين: جثة لينين المحنطة يجب أن تبقى إلى حين

تابعوا RT على
حول سؤال عن زعيم الثورة البلشفية، فلاديمير لينين، أجاب الرئيس الروسي أن جثته المحنطة تمثل بالنسبة لكثيرين رمزا للدولة السوفيتية.

طرح الصحفي في جريدة "كوميرسانت"، أندريه كوليسنيكوف، سؤالا على الرئيس الروسي حول تصريحات له مؤخرا، انتقد فيها لينين كما لم يفعل من قبل، واستخدم كنيته "العجوز لينين"، واتهمه بأنه كان سببا في انهيار دولة عمرها آلاف السنين، بينما اتسمت علامات وجهه بالغضب. وسأل الصحفي: "هل ننتظر بعد ذلك نقل جثمان لينين المحنط من مكانه في الكرملين؟"

قال بوتين: "حقيقة، لا أحب الحديث عن هذه الأشياء، لكن السيد ساكوروف طرح هذه القضايا، وكان علي أن أجيبه. لكن يبدو أنه يتعين علي شرح هذا الموقف:

فيما يتعلق بشخصية لينين في تاريخنا، وما يعنيه في تقديري. أرى أنه لم يكن رجل دولة بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما كان ثوريا. وحينما تحدثت عن دولتنا التي تحمل تاريخ آلاف السنين، فقد كانت دائما دولة مركزية قيصرية كما نعرف. فما الذي اقترحه فلاديمير لينين؟

لم يقترح فدرالية، وإنما اقترح كونفدرالية. ووفقا لقراراته، كانت الأعراق المختلفة مرتبطة بأماكن وجودها، وكان لها حق الخروج من الاتحاد السوفيتي. والآن لنرى الموقف آنذاك: كانت هناك دولة مركزية، تحولت إلى كونفدرالية، مع ارتباط الأعراق بأماكن وجودها، وحقهم في الخروج من الدولة المركزية. وحتى المناطق والأقاليم تم تقسيمها على نحو لا يرتبط بأماكن معيشة هذه الأعراق المختلفة. لذلك ظهرت مشكلات ومناطق ساخنة بين الجمهوريات. وبعض هذه المشكلات لا زالت موجودة بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة. بل وهناك مثل هذه المناطق داخل الاتحاد الروسي، ألفان من هذه المناطق، تكفي ثانية واحدة لصرف انتباهك عنها، لتندلع المشكلات هناك.

بالمناسبة كان ستالين ضد هذا الأمر، وكتب مقالا حول مناطق الحكم الذاتي، إلا أنه في النهاية رضخ للنموذج اللينيني، فماذا كانت النتيجة؟

كنت أتحدث مع زميلي الرئيس الأوكراني حول علاقاتنا الثنائية، حيث تم ضم مساحات شاسعة من الأراضي الروسية في غرب روسيا إلى أوكرانيا في الحقبة السوفيتية، وهي أراض لم يكن لها أي علاقة بأوكرانيا. وكانت دعوى ذلك في منتهى الغرابة: "لرفع معدل وجود البروليتاريا في أوكرانيا"، لأن أوكرانيا هي في معظمها أراض زراعية، وهو ما اعتبروه آنذاك بورجوازية صغيرة من ملاك الأراضي والفلاحين.

كانت قرارات غريبة، وذلك هو ميراث إرساء دعائم الدولة التي أنشأها فلاديمير لينين، وهذا ما نتعامل معه الآن. إن ما فعلوه هو ربط مستقبل الدولة بالحزب. وبدأ ذلك التخبط بين دساتير الدول وفقا للكتل السياسية في الجمهوريات المختلفة، وكلما عانى الحزب من شروخ، بدأت الدولة نفسها في التصدع.

هذا ما كنت أعنيه. وهذه وجهة النظر التي أتبناها. تعرفون أنني عملت لفترة طويلة في مخابرات الدولة التي كانت مؤسسة مسيسة، الكي غي بي في اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، وكانت لدي تصوراتي عن قادتنا وما إلى ذلك، أما اليوم، واستنادا لخبرتي الآن، أتفهم الآن أنه بالإضافة للجانب الإيديولوجي للقضية، هناك  الجانب الجيوسياسي، وهو ما لم يوضع في الاعتبار آنذاك حين إنشاء الاتحاد السوفيتي.

ربط الحزب بالدولة هو خطأ فادح وجذري وأساسي في بناء الدولة.

أما بالنسبة للجثمان. ليست هي القضية، ولا أظن أن علينا التطرق لهذا الأمر، على الأقل إلى حين، لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين ترتبط حياتهم وأقدارهم وإنجازاتهم بها. كان الاتحاد السوفيتي في نهاية المطاف مرتبط بزعيم البروليتاريا العالمية فلاديمير لينين. لذلك لا ينبغي مس هذه القضية، والمضي قدما إلى الأمام وكفى.

المصدر: RT

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا