على عكس الهدوء الذي مَرَّرَ به البنتاغون قرار الرئيس الأميركي إرسالَ أسلحة جديدة إلى أوكرانيا جاء صدى الخطوةِ صاخباً في كييف وبروكسل. لا شكَّ في أن الرئيس الأوكراني فاقد الشرعية تنفَّسَ الصعداء، بعد أن ضيَّقَ الحبلَ على خناقِهِ تقليصُ شُحْنات الأسلحة الأميركية في عهد ترامب. وكذلك الأمر بالنسبة لبروكسل، التي أكثرتِ الكلامَ عن سدِّ فجوةِ تراجُعِ شحنات الأسلحة الأميركية، مقابل فعلٍ يلامس العدم. بالتأكيد يتفهَّمَ كثيرون النشوةَ الأوكرانية والغربية، ولكن لا بدَّ من إعطاءِ الخطوةِ حجمَها الطبيعيَّ. يتمُّ الحديثُ عن عشرِ منظومات دفاعٍ جوّيٍّ من نوع باتريوت، وفق صحيفة "آكسيوس" الأميركية، والخطوةُ ذاتُ طابَعٍ دفاعيٍّ، بعدَ أن استباحتِ الصواريخُ الروسية عالية الدقة وبعيدةُ المدى الأجواء الأوكرانية طولاً وعرضاً. لكنَّ هذه المسألة، أي الطابعُ الدفاعيُّ للسلاح يبقى تفصيلاً بالنسبة لموسكو. فإرسالُ واشنطن السلاحَ، بغضِّ النظرِ عن طبيعته، خطوةٌ تتناقضُ مع جهودِ تسوية الأزمة. ولكي تكونَ الأمور أكثر بساطةً، تؤكد روسيا أن مصيرَ هذه الأسلحة وغيرِها هو التدمير كسابِقاتِها، وهي، أي الأسلحة، لن تغيِّرَ النتيجةَ المحتومةَ للعملية العسكرية الخاصة، وإن كانت تؤخِّرُ الانتصار الروسيِّ فترةً من الزمن.