هذا الواقع الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا شك في أنه ما كان ليخطر ببال أحد قبل عامين، حين وقف الغرب يتباهى بسنِّ سيوف عقوباته الأقصى ضد روسيا. ما لم يخطر ببال الغرب ونخبه يومها أيضاً، هو أن العقوبات شكلت دافعاً لتحصين موسكو اقتصادَها والتوجُّه نحو الاكتفاءِ الذاتي، وتنويع علاقات وشراكاتٍ غير مرهونة بأهواء الغرب. والنتيجة اليوم تتحدث عن نفسها. أما الغرب، فنذكر كم تبجَّحَ بمقاطعة روسيا والعقوبات وتجفيف اقتصادها. لكن ما الذي يفعله الغرب الآن؟ تشتري سيدته واشنطن النفط من روسيا، وبسعر أعلى من السقف الذي حددته هي بنفسها للنفط الروسي.. ورئيسها الذي يتخبَّط لمواصلة سياسته المعادية لروسيا في أوكرانيا، لا يجد بديلاً للُّجوء لسرقة الأصول الروسية لمواصلة مشروعه في أوكرانيا. فهل يتجرأ بايدن على فعلها؟ ربما، لكن التداعيات لن يكون راضياً لتداعياتها.