على وقعِ التصعيدِ الأميركي الجديد ضدَّ كاراكاس، اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيرِهِ الفنزويلي نيكولاس مادورو، ورسائلُ دعمٍ روسية على أعلى المستويات. يكشفُ الكرملين بعضَ خفايا هذه المحادثة، حيث أكد بوتين تضامنه الكامل مع شعبِ فنزويلاً ودعمَهُ سياساتِ حكومتِها الحالية والرامية لحماية المصالح الوطنية والسيادة في مواجهة الضغوط الخارجية المتزايدة. لا بدَّ من الوقوف عند هذا الاتصال ودلالاتِه، خصوصاً أنه يأتي تزامناً مع زيادةِ في الضغوط الأميركية على كاراكاس. فقد احتجزت البحرية الأميركية ناقلة نفط فنزويلية ضخمة، وفرضتِ الخزانةُ الأميركية بالتوازي عقوباتٍ على مادورو والدائرة الضيقة حوله. فهلِ الهدف من الاتصال مجردُ إبداءِ الدعم ومناقشتِه؟ أم أن العلاقة الجيدة بين بوتين والرئيس الأميركي تؤشِّرُ إلى ما هو أبعد من ذلك؟ هل يمكن أن تختلفَ واشنطن وموسكو بشأن فنزويلا في وقتٍ تتقاربان فيه بشدة بشأن أوكرانيا؟ ثمَّ هل يريد ترامب الطامحُ للفوز بنوبل للسلام، هل يريد فعلاً حرباً في الكاريبي، قد يعرفُ كيف تبدأ لكنَّ أحداً لا يعرف كيف تنتهي؟ هذا ما سنناقشه بعد قليل..