مباشر

بطولات الجنود السوفيت في أوكرانيا بعد الحرب الوطنية

تابعوا RT على

"وإن انتهت الحرب الوطنية العظمى في التاسع من آيار/ مايو من عام 1945الا ان الجنود السوفيت خاضوا سنوات من القتال في مطاردة فلول اعوان النازيين في غرب اوكرانيا.
أربع سنوات طوال قارعت شعوب الاتحاد السوفيتي طاعون القرن العشرين المتمثل بالنازية. ذلك الكفاح المرير كلف السوفيت 27 مليونا، قدموا ارواحهم فداء للوطن ولتحرير أوروبا من نير النازية. الاوكرانيون أنفسهم يقدرون خسائرهم بـ10 ملايين بين قتيل وجريح ومفقود. 
في الحرب الوطنية العظمى لبى الجميع نداء الوطن. الشعب السوفييتي هب هبة رجل واحد. الرجال رافقوا السلاح، النساء ضمدن جراح المقاتلين، أما الاطفال فكدوا في المصانع لدعم المجهود الحربي. لكن كثيرين حاولوا التسلل الى ميادين القتال. ومنهم مارك ميليتسكي الذي كان ابن 14 عاما عندما اندلعت الحرب. شقيقاه انخرطا في صفوف الجيش الاحمر منذ الايام الاولى للعدوان الالماني.
يقول "مارك ميليتسكي، المحارب القديم: في عام 1943 فقد شقيقي الاكبر احدى يديه في الجبهة، ومن ثم فقد شقيقي المتوسط قطعة من فخذه في معركة ستالينغراد. ذلك المشهد كان كافيا لان أتطوع في الجيش. بعد معسكر التدريب تم ترحيلي الى الشرق الاقصى حيث قاتلت اليابانيين الذين كانوا حلفاء لهتلر في منغوليا ومنشوريا. اليوم عندما أسمع ان ثمة محاولات تبذل لرد الاعتبار لمن تعاون مع النازيين يهتز بدني".
السنوات الخمس الماضية من حكم الائتلاف البرتقالي الذى جاء الى السلطة بطريقة بالكاد يمكن اعتبارها ديمقراطية أنغرست في ذاكرة الاوكرانيين بانها سنوات طمس للحقائق. النصر في الحرب الوطنية العظمى بالنسبة لهم تكريس للاحتلال السوفييتي لاوكرانيا، أما من تعاون مع الاحتلال الالماني فهؤلاء ابطال التحرر الوطني. ..يقول المنقب عن رفاة الجنود السوفيت دميتري زابورين: القوميون الاوكرانيون انتظروا من السلطة السوفيتية اعترافا باستقلال اوكرانيا لكنهم لم يحصلوا على دعم لهذه الفكرة فأدى ذلك الى معاداة السوفيت. ومن ثم احتل الالمان اوكرانيا وهذه المرة ايضا لم يحصلوا على الاستقلال. ولا بد من الاشارة الى ان تقليد حرب العصابات مغروس في ذاكرة سكان غرب اوكرانيا منذ القدم، حتى قبل ولاية الامير بوغدان خملنيتسكي. ويجب ان نعترف بان جيش العصاة الاوكراني ما كان سيصمد حتى نهاية الخمسينات من القرن العشرين لولا الدعم الشعبي له في غرب اوكرانيا. أنا لا انكر وجودهم لكن ذلك لا يعني انني ملزم بابداء تعاطف معهم. هذا ما حاول فرضه الرئيس السابق فيكتور يوشينكو على مدى خمس سنوات. نعم هؤلاء كانوا جزءا من تأريخ اوكرانيا لكن ارغام اولادي على دراسة تأريخ هذه الجماعة ذات المآثر المشبوهة في المناهج المدرسية أمر غير مقبول. أنا اقدس مآثر اجدادي الذين قاتلوا في صفوف الجيش الاحمر ضد النازية وهذا يشرفني.
ويلفت نظرك في غرب اوكرانيا معالم كثيرة مرتبطة بنشاط القوميين الاوكرانيين الذين قاتلوا اولا ضد بولندا ومن ثم ضد الاتحاد السوفيتي بعون النازيين واخيرا ضد الالمان انفسهم.
وزعيم القوميين الاوكرانيين ابان الحرب العالمية الثانية ستيبان بانديرا شخصية تتضارب حولها الاراء فقد سجن في معسكرات الاعتقال النازية لكنه فيما بعد قاتل الى جانب النازيين ضد الاتحاد السوفييتي.
وبلدة دوبلياني بمقاطعة لفوف تشتهر ليس بجامعتها الزراعية فحسب وانما بالطالب ستيبان بانديرا الذي تلقى دراسته الجامعية هنا في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي. في عهد البرتقاليين اقيم لزعيم القوميين تمثال. الحرم الجامعي يتضمن ايضا متحفا لذلك الرجل الذي اتهم في بولندا والاتحاد السوفييتي بابادة عشرات الالاف من المدنيين فيما وصف بحرب التحرر الاوكرانية من الاحتلالين البولندي والسوفييتي. في المتحف يلقنون طلبة الجامعة دروسا في الوطنية ويطلعونهم على نضالات بانديرا ورفاقه في منظمة القوميين الاوكرانيين ومقاتلي جيش العصاة الاوكراني. لكن ايأ من معروضات او وثائق المتحف لا يتحدث عن المجازر التي ارتكبها هؤلاء ضد المدنيين العزل.
تقول الناظرة بمتحف بانديرا اوكسانا هوردا:  عندما شعر الالمان بانهم يخسرون الحرب ضد الاتحاد السوفيتي أخذوا يبحثون عن حلفاء جدد لايقاف زحف القوات السوفييتية. في عام 1944 افرج عن ستيبان بانديرا ورفاقه. الالمان اقترحوا عليهم التعاون في قتال السوفييت، آخذين بنظر الاعتبار المهارات القتالية لجيش العصاة الاوكراني. الالمان كانوا يعولون على مشاغلة القوات السوفييتية بالمقاتلين العصاة. الا ان ستيبان بانديرا
 رفض التعاون مع الالمان. وينسب اليه قوله إن اوكرانيا لن تحرر الا بسواعد الاوكرانيين انفسهم".
أوكرانيا اليوم تحاول ترميم الخراب الذي تسببته القيادة السابقة في عقول وقلوب الاوكرانيين. النصر في الحرب الوطنية العظمى أعيد الى الشعب كأهم مناسبة وطنية. أبطال تلك الحرب يعاد الاعتبار لهم. أما الابطال المفتعلون فلا مكان لهم في ذاكرة الاغلبية المطلقة من الشعب الاوكراني.
يقول رسلان بورتنيك من منظمة "الاخوة الروسية ـ الاوكرانية": في بعض دول العالم، لا سيما في الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي يوجد ثمة شعور بالنقص. هذه العقدة كلجام الفرس تمنعهم من النظر الى التاريخ بعيون متفتحة. خذوا على سبيل المثال اوكرانيا. ثمة محاولات تبذل لجعل ستيبان بانديرا وامثاله ابطالا قوميين. هؤلاء كانوا خونة واعوانا للنازيين وأدوا قسم الولاء لهتلر. لا أحد ينكر وجود هؤلاء لكنهم وصمة عار وليسوا محل اعتزاز. في حين ان الاوكرانيين بغالبيتهم قارعوا النازيين وقدموا تضحيات غالية بالملايين. جيش العصاة قاتل في صفوفه عشرون الفا او ثلاثون الفا وهؤلاء لا شيء بالنسبة لشعبنا. لذا لا يجوز ان تعاد كتابة تاريخ بلادنا من اجل حفنة من الخونة. هؤلاء لا يمثلون تاريخنا. تاريخنا يمثله الملايين الذين ضحوا بارواحهم في سبيل الوطن".
كييف البطلة عروس المدن الاوكرانية، لا بل مهد الحضارات التي بنتها الشعوب السلافية، تخلع لباس النشاز وترتدي ثوبها المألوف والمزين برموز النصير العظيم.

ويمكنكم الإطلاع على المزيد من التفاصيل حول المحاولات لاعادة كتابة تأريخ استونيا في أعوام الحرب العالمية الثانية

كما يمكنكم الإطلاع على المزيد من التفاصيل حول الحرب الوطنية العظمى والحرب العالمية الثانية في موقعنا

المزيد في حلقة برنامج "في دائرة الضوء".

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا