وجاء في المقال: في 18 ديسمبر، من المتوقع أن توقع في جنيف اتفاقية حول تشكيل اللجنة الدستورية السورية. فمن المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية ترويكا أستانا - روسيا وتركيا وإيران- في هذا اليوم. عشية مفاوضات ثلاثية، خلال منتدى الدوحة الثامن عشر، اعترف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بأن أنقرة، في حالة فوز الأسد في الانتخابات، سوف "تنظر في كل خيارات" التعاون.
وفي الصدد، قال الباحث السياسي التركي، كريم هاس، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "من ناحية، لا يُتوقع تغيير كبير في موقف تركيا تجاه سوريا، ولكن انطلاقا من واقع اليوم، فمن الواضح أن النخبة السياسية التركية تبحث عن إمكانية المناورة في حال وصل الوضع إلى طريق مسدود. ويرجع ذلك إلى أنه إذا تعزز اعتماد تركيا على روسيا وتدهورت علاقتها مع الولايات المتحدة أكثر، فسوف تلعب أنقرة في المنطقة وفق شروط موسكو. من ناحية أخرى، من المستبعد إجراء "انتخابات حرة وديمقراطية" في سوريا في المستقبل القريب، والوضع الإقليمي قد يخضع لتغييرات جذرية".
وأضاف هاس، تعليقا على كلام الوزير التركي: "قد يكون تصريح تشاووش أوغلو مرتبطا بمناورات جديدة في المناطق الحدودية حيث يخاطر الجيش التركي بمواجهة الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، قد تلجأ أنقرة إلى موسكو طلبا للمساعدة.. وهكذا، لطّف البيان موقف المسؤولين الأتراك أمام حليف محتمل، يمكن أن تكونه روسيا. وينبغي أن لا ننسى الانتخابات المقبلة في تركيا، في العام 2019. فبعد ذلك، من المستبعد أن يخضع الوضع السياسي الداخلي حتى العام 2023 لأي تغييرات إذا لم يحدث أمر قاهر. وهكذا، فإن تخفيف موقف أنقرة من الأسد يمكّن القيادة التركية من الحصول على دعم أكبر من موسكو، عند الحاجة إليه. علاوة على ذلك، يشير بيان أوغلو إلى أن أنقرة تفضل نظام الأسد على الوحدات العسكرية المؤيدة للأكراد على الحدود التركية السورية".