كتب كوروستيكوف:
دعمت الهند والصين عمليات محاربة الإرهاب، التي تقوم بها سلطات ميانمار في ولاية أراكان، والتي تسببت في هجرة أكثر من 400 ألف شخص من مسلمي الروهينغا إلى البلدان المجاورة. وبالطبع، فإن هذا الدعم يضمن عدم فرض الأمم المتحدة عقوبات عليها.
ومنذ بدء هذه العمليات في ولاية أراكان قبل ثلاثة أسابيع، تجاوز عدد اللاجئين إلى دول الجوار 400 ألف شخص، معظمهم إلى منطقة كوكس-بازار المتاخمة للحدود مع بنغلاديش. ويؤكد اللاجئون لوسائل الإعلام الغربية أن القوات الحكومية تحرق القرى بقاذفات اللهب.
من جانب آخر، أعلن تشي زاو هتاي مدير إدارة زعيمة ميانمار أون سان سو تشي أن ميانمار لن توقف العمليات الخاصة إلى حين تأكدها من زوال خطر الإرهاب. وأكد أن سكان 176 قرية بنغالية من مجموع 471 غادروا منازلهم كليا، و34 قرية أخرى جزئيا. وبحسب قوله، فإن عمليات إحراق المنازل يقوم بها مسلحو "جيش إنقاذ روهينغا أراكان"، الذي كان هجومه على مراكز الشرطة والجيش يوم 25 أغسطس/آب الماضي سببا لبدء هذه العمليات.
وقد رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن هذه التصريحات لا تطابق الواقع. واتهم سلطات ميانمار بالتطهير العرقي، وقال: "إذا كان ثلث الروهينغا مضطرين إلى مغادرة البلاد، فكيف يمكن تسمية هذا؟". وقد أيده في ذلك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين. أما ممثل ميانمار لدى المنظمة الدولية تهين لين، فدعا الاثنين إلى "الحذر من إطلاق مثل هذه الكلمات ذات الأهمية الجدية". وأكد أن "ميانمار الديمقراطية لم تكن لتسمح أبدا بمثل هذه الوحشية". وأضاف أن "استخدام مثل هذه المصطلحات من دون إثباتات، يقوض الثقة بالمنظمة الدولية، ويصعد من شدة النزاع واستقطاب طوائف ميانمار".
إلى ذلك، أوضح تشي زاو هتاي أن إعلان زعيمة ميانمار أون سان سو تشي عن عدم حضورها جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذه السنة، هو بسبب إشرافها على عمليات مكافحة الإرهاب.
ويذكر أن مجلس الأمن الدولي قد وافق على بيان بشأن وضع الروهينغا، "أعرب فيه عن قلقه من أنباء تفيد بالإفراط في استخدام العنف في عمليات ضمان الأمن". ودعا "إلى وقف أعمال العنف في أراكان واستعادة القانون والنظام وحماية المدنيين وتسوية مشكلة اللاجئين".
في المقابل، دعمت الهند والصين العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي إجراءات ميانمار. فقد أعلن رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي خلال زيارته إلى ميانمار نهاية الأسبوع الماضي أن الهند تدعم إجراءات ميانمار في مكافحة الإرهاب. كما أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية غين شوان بأن "الصين تدعم جهود ميانمار الرامية إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في ولاية أراكان".
ترجمة وإعداد كامل توما