جاء في المقال:
البيت الأبيض أخطر الكونغرس الأمريكي للمرة الثانية بأن إيران تنفذ شكليا بنود خطة العمل الشاملة المشتركة، كما نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية، لكن طهران "لا ريب تنتهك روح الاتفاق".
وتُتهم طهران بدعم الجماعات الإرهابية، وتجارب الصواريخ الباليستية، وهما النقطتان اللتان لا وجود لهمما في خطة العمل الشاملة المشتركة. ووفقا لتقديرات المتحدثين مع صحيفة "نيويورك تايمز"، يخطط البيت الأبيض للتفاوض مع شركائه الأوروبيين لوضع استراتيجية أكثر صرامة إزاء إيران.
ويقول مسؤولون في البيت الأبيض إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا على استعداد لاتخاذ مثل هذا الموقف، الذي يحمل مطالب جديدة موجهة إلى طهران. لكن، يجب عليه أن يأخذ بالاعتبار رأي روسيا والصين، اللتين تدخلان في قوام الوسطاء للتوصل إلى "الاتفاق "النووي". وتنقل قناة "سي إن إن" عن أحد ممثلي الإدارة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "وزير الخارجية والرئيس يريدان عبر هذه الخطوة، التشديد على أن إيران لا تزال واحدا من أخطر التهديدات للولايات المتحدة والأمن الإقليمي بصورة عامة. وأن الإدارة الأمريكية ستعتمد لاحقا استراتيجية تأخذ بالاعتبار مجمل تصرفات طهران، ولن تركز فقط على الصفقة النووية".
في المقابل، هدد الجانب الإيراني بالخروج من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، في حال تطوِّر الأمور بالشكل الأسوأ، كما أكد ذلك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مجلة "ناشيونال إنترست"، حيث قال: "يجب علينا أن نكون أكثر حذرا في إرسال الإشارات، لأننا شاهدنا ماذا حدث، وبخاصة بعد لقاء الرياض (زيارة ترامب إلى السعودية)، الذي أثار رد فعل خطيرا في المنطقة خلال الأسابيع التي تلته".
الإدارة الأميركية أيضا سارعت إلى طمأنة إسرائيل، التي أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو موقفا معارضا لما سماها "الصفقة الجنوبية" في سوريا بين موسكو وواشنطن، وعدَّها حافزا على توسيع نطاق الحضور الإيراني في المنطقة. وقال الناطق الصحافي باسم البيت الأبيض شون سبايسر: "لدينا مع إسرائيل مصلحة مشتركة... ولن تسمح الولايات المتحدة للقوات الإيرانية بتثبيت أقدامها على الاراضي السورية"، - كما وعد ممثل الرئيس دونالد ترامب.
ووفقا لتقديرات الخبراء، فإن قلق الدولة العبرية مرتبط على الأرجح بالمسافة التي تفصل الفصائل الموالية لإيران عن حدودها.
يقول رئيس رئيس مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية الابتكارية كيريل سيميونوف "في البداية جرى الحديث عن عمق 40 كم عن الحدود مع إسرائيل ليتبين بعدها أن عمق المساحة هو 20 كم فقط". وعلى أي حال، فكل شيء "يتوقف على إيران التي لديها أكثر من 150 ألف مقاتل يخضعون لها بهذا الشكل أو ذاك في سوريا".
ترجمة وإعداد: ناصر قويدر