جاء في مقال الصحيفة:
من جديد يطرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسألة مشاركة الجيش التركي في عملية تحرير الرقة. فقد أعلن عن استعداده لمناقشة الموضوع مع واشنطن وموسكو. وفي الوقت نفسه، استمرت القوات الحكومية السورية في تقدمها شرق مدينة الباب، ووصلت مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردي، وأغلقت بذلك الطريق إلى الرقة أمام القوات التركية وحلفائها في الجانب الأيمن لنهر الفرات.
المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس أعلن أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قدم يوم الاثنين، 27/02/2017، إلى مجلس الأمن القومي خطة سريعة لمكافحة "داعش"، وُضعت بسرعة بناء على طلب الرئيس دونالد ترامب. وأكد المتحدث أنها "ليست فقط خطة حربية، بل إنها تستند أيضا إلى عناصر القدرة الأمريكية كافة، بما في ذلك الدبلوماسية والمالية والأمن الإلكتروني والاستخبارات". وأنها "وضعت بالتعاون مع ممثلي هذه المؤسسات".
كما أطلع المكتب الإعلامي للبنتاغون الصحافيين على عمل الطيران الأمريكي في سوريا، والذي هاجم بالصواريخ والقنابل 14 موقعا مختلفا، من بينها مواقع نفطية في دير الزور بالقرب من تدمر، ودمر خمس منصات نفطية ومواقع للإرهابيين في منطقة الرقة.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، دارت يوم الأحد، 26/02/2017، في منطقة مدينة الباب، اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المعتدلة المدعومة من جانب تركيا.
أما الوضع إزاء الرقة نفسها، فيستمر في التفاقم. فقد أعلن الرئيس التركي عن استعداد قواته للمشاركة في عملية تحرير "عاصمة" الإرهابيين، بشرط أن توافق واشنطن وموسكو. ولكن الأمور على ما يبدو تسير في غير مصلحة أنقرة. فأولا-نجحت القوات الحكومية السورية في عملياتها الهجومية شرق مدينة الباب، وسيطرت على شريط عريض هو مثل إسفين في الأراضي، التي يسيطر عليها "داعش"، واتصلت نهايته بـ "وحدات حماية الشعب" الكردي. أي أنه سيكون على فصائل المعارضة السورية والقوات التركية للوصول إلى الرقة من الجانب الأيمن لنهر الفرات خوض معارك مع القوات الحكومية السورية، وهذا لن يرضي موسكو.
ثانيا-تنوي واشنطن زيادة توريد الأسلحة إلى الوحدات الكردية، إضافة إلى أن البنتاغون ينوي إرسال قوات برية لدعم الوحدات الكردية. وإن خطة أنقرة بشأن السيطرة على مدينة منبج، التي يسيطر عليها الكرد، والتي يمر عبرها الطريق إلى الرقة من الجهة الشمالية، لن يرضي الجانب الأمريكي.
هذا، وكانت بعض وسائل الإعلام الروسية قد أعلنت أنه "بموجب ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس، فإن المعارضة السورية تقترب من الرقة. وبحسب قوله: تمكنت فصائل المعارضة السورية من فرض سيطرتها على مساحة واسعة، وأغلقت الطرق الرئيسة، التي كانت الإمدادات تصل عبرها إلى الإرهابيين، بما فيها طريق الرقة–الحسكة والشدادي ودير الزور". ولكن هذه المعلومات تتعارض وما يجري في الواقع. فهذه الطرق تقع في الجانب الأيسر لنهر الفرات، حيث لا وجود لفصائل "جيش سوريا الحر" المعارضة. وقد يكون ديفيس يقصد الوحدات الكردية، وفي هذه الحالة ما علاقة "فصائل جيش سوريا الحر" بالأمر؟
وفي الواقع، فإن موقع "كردستان اليوم" نشر معلومات عن الهجمات، التي تقوم بها وحدات "قوات سوريا الديمقراطية" أي الكرد في منطقة عشبة الملح . وتقع هذه المنطقة بين الرقة ودير الزور. وعلى الرغم من كون هذه المعارك محدودة، فإن الفصائل الكردية توسع المساحات، التي تسيطر عليها في الجانب الأيسر لنهر الفرات جنوب–شرق الرقة. ويشير الموقع نفسه إلى استمرار المعارك في منطقة بلدة بلبل التابعة لكانتون عفرين بين الفصائل الكردية والقوات التركية.