العلاقات الروسية الصينية بين حجري رحى

حول ضرورة أن تنأى روسيا بنفسها عن الصراع الصيني الأمريكي، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في "فوينيه أوبزرينيه":

تدور الآن أحجار الرحى الكبرى المتمثلة بالصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عملية منافسة متبادلة، وقد بلغ نطاق هذه العمليات حدًا يجعل من المرغوب فيه أن تنأى روسيا بنفسها عن هذه الأحجار بطريقة أو بأخرى.

هناك رسالتان رئيسيتان ترسلهما بكين حاليًا للعالم أجمع: الأولى، وهي الأكثر بساطة ووضوحًا: "دعونا جميعًا نتحد حول رفض الرسوم الجمركية غير القانونية"؛ والثانية أكثر تعقيدًا: "يجب على جميع المديونين للصين وشركائها أن يؤكدوا ولاءهم لأفكار "المصير المشترك". الأطروحة الأولى تستهدف الاتحاد الأوروبي، أما الثانية، فموجَّهة إلى جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.

إنّ ما يصب في مصلحة الصين هو أن الصين وجنوب شرق آسيا تشكّلان معا قيمة الأسعار. فقد تجاوز حجم التجارة المتبادلة بين لاعبي المنطقة نسبة 50%. وفي هذا السياق، محاولات إدارة ترامب فرض رسوم جمركية على ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وغيرها من الدول سوف تصطدم حتما بجدار.

وإذا ما استغلت الإدارة الأمريكية الحالية هذه الإشارات، واستمرت في مناطحة جدار الخمسين في المائة في جنوب شرق آسيا، فلن يكون الفريق الأمريكي في وضع يحسد عليه على المدى المتوسط. ولكن إذا اكتفى هذا الفريق نفسه بإبراز "الضغوط الرهيبة" في جنوب شرق آسيا، وألقى بكل موارده على الاتحاد الأوروبي، بما يؤدى إلى إبطاء نموه الاقتصادي الذي يقترب عمليًا من الصفر، فإن الروابط بين الصين والاتحاد الأوروبي ستصبح موضع خطر.

ويقول كثيرون اليوم إن من الأفضل لروسيا أن تكتفي بالمراقبة ولا تنضم إلى تحالفات. ومع ذلك، فمن الأكثر عقلانية أن نجري حوارًا مستمرًا مع الولايات المتحدة حول الهند، كجزء من "طريق ثالث" يمكّننا من تجاوز حجارة الرحى الكبيرة التي سوف تتطاحن فيها الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب