أثبت الزمن أن المحاولات التي بذلتها الولايات المتحدة وأتباعها لاستخدام الأزمة الأوكرانية لعزل روسيا على المستوى الدولي باءت بالفشل. كما أن رفض قبول الهيمنة الغربية، الذي تدعو إليه روسيا، يجد أنصارا جددًا، فيتزايد عدد الدول المهتمة بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
حول ذلك، قال الأستاذ بجامعة جنوب شرق النرويج غلين ديسن:
بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، كتلتان رئيسيتان للنظام العالمي الجديد الناشئ.تتكون منظمة شنغهاي للتعاون من منافسين مثل الصين والهند وباكستان، وتزدهر في إدارة التعاون والمنافسة. لذا، لا ينبغي لأحد في واشنطن أن يخشى لحظة تبحر فيها السفن الحربية الصينية والهندية والباكستانية معا نحو الشواطئ الأميركية. وبالمثل، تضم بريكس منافسين مثل الصين والهند والمملكة العربية السعودية وإيران ومصر وإثيوبيا.
إن منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس تتحدى أسس الهيمنة الأمريكية، ولكنها ليست ضد أميركا.
ما هو الدور الذي تلعبه اتحادات التكامل الإقليمية في تشكيل عالم جديد متعدد الأقطاب؟
التكامل الإقليمي يمكن أن يعزز التعددية القطبية. على سبيل المثال، قبل عشرة أعوام توقع الغرب أن تتصادم روسيا والصين في صراع من أجل الهيمنة في آسيا الوسطى. وبدلا من ذلك، نرى تنسيقًا في المصالح، حيث من الممكن أن يتعايش الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا ومبادرة الحزام والطريق الصينية داخل منظمة شنغهاي للتعاون.
ومن الممكن أيضاً أن تعمل التجمعات الإقليمية على تخفيف المخاوف بشأن تطلعات الهيمنة. وبما أن منظمة شنغهاي للتعاون تضم دولاً كبيرة مثل الهند، فإنها تقضي على احتمالات الهيمنة الصينية. لا تزال الصين قوة رائدة، لكنها لا تستطيع أن تهيمن. وبالتالي، تسمح هذه المؤسسات لمراكز قوة أخرى بالظهور.