لا تركز الصحافة العالمية اليوم على توقعات حرب جديدة قادمة من واشنطن، بل على اجتماعات قادة منظمة شنغهاي للتعاون ورؤساء الدول المدعوين.
يقول المحللون السياسيون الصينيون إن روسيا والصين تدعوان الجنوب العالمي، أي الدول النامية، إلى الاتحاد لمواجهة الهيمنة الأميركية، بمساعدة هياكل مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس. لكن بان غوانغ، الخبير في أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، ووانغ ييوي، الأستاذ بجامعة الشعب في بكين، يتوقفان عند الطابع الرمزي لهذه الدعوة. فلدى روسيا والصين وجهات نظر مختلفة حول الوضع الاقتصادي في القارة الأوراسية، ومبادرة الحزام والطريق، ومنظمة شانغهاي للتعاون. وتعد موسكو جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة في آسيا الوسطى فناء خلفيا لها. ولا تقف الخلافات بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي عند هذا الحد. بل تعد الصين نفسها جزءا من الجنوب العالمي، وهي دولة نامية استفادت من العولمة. وهذا يربط بكين بشكل أعمق بالعالم الثالث، بل ويجبرها على مقاومة محاولات واشنطن تقويض العولمة وتعزيز هيمنتها.
بينما روسيا لا تعد نفسها دولة نامية، ولا ترى نفسها جزءًا من الجنوب العالمي، بل أحد أقطاب العالم. وهذا يعني أن موسكو تدعو إلى عالم متعدد الأقطاب بالكلمات. لكن في الواقع تفكر في استعادة الإمبراطورية الروسية، كما يرى الخبراء الصينيون.
وقال كبير الباحثين في المدرسة العليا للاقتصاد فاسيلي كاشين، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن موقف بكين محايد بشكل قاطع. ولا تسعى الصين إلى إظهار التضامن مع روسيا. وهذا من شأنه أن يقوّض دورها كوسيط محتمل في التسوية".