وجاء في المقال: خفضت الرياض ودول أخرى في أوبك، بشكل غير متوقع، إنتاج النفط. وقد تفاعلت الأسواق على الفور مع الأخبار المثيرة، فارتفعت أسعار النفط بنسبة 7٪.
منتجو النفط، بقيادة السعوديين، وقفوا مرة أخرى، بتحد، ضد حليفتهم الرئيسية حتى الأمس القريب- الولايات المتحدة. وسرعان ما جاءت ردة فعل مجلس الأمن القومي الأمريكي. ففي واشنطن، وصفوا قرار أعضاء أوبك بأنه "غير مناسب في هذا الوضع، بالنظر إلى حالة عدم اليقين في السوق"، وهو ما يعني في اللغة الدبلوماسية تقويمًا سلبيًا للغاية.
يبدو أن أوبك تبنت عقيدة جديدة وتعمل الآن بشكل استباقي. فصحيفة فاينانشيال تايمز ترى أن الرياض غير راضية عن قرار الأمريكيين، الذين صرحوا الأسبوع الماضي علانية بأنهم لن يتسرعوا في شراء النفط لتجديد احتياطيهم الاستراتيجي، الذي استنفد بشكل كبير في مكافحة التضخم. في الوقت نفسه، كان البيت الأبيض قد أكد للسعوديين سابقًا أنه في حال انخفاض الأسعار، سيزيد من مشتريات النفط لتجديد الاحتياطي.
وفي الصدد، قالت مديرة استراتيجية السلع في RBC Capital Markets حليمة كروفت: "الرياض لديها سياسة "المملكة العربية السعودية قبل الجميع". ولديهم الآن أصدقاء جدد (إيران)".
وهكذا، تُوصل أكبر مملكة عربية على هذا الكوكب لواشنطن فكرة أن العالم لم يعد أحادي القطب، بل متعدد الأقطاب، وأثبتت الرياض ذلك من خلال توقيع اتفاقية مع الشركات الصينية بشأن بناء مجمع عملاق لتكرير النفط في الصين بقيمة 10 مليارات دولار.
المحللون واثقون من أن أسعار الطاقة، بعد ارتفاعها في الأسواق العالمية، ستبدأ في الولايات المتحدة في الارتفاع أيضا، وسوف يتسارع التضخم في البلاد مرة أخرى. وستكون هذه ضربة كبيرة لإدارة بايدن، التي لم تعرف بعد كيف تحل الأزمة المصرفية.