مباشر

بخطوتها نحو السلام، السعودية قرّبت الحرب مع إيران

تابعوا RT على
إن الطريقة الرئيسية لواشنطن في إخضاع دول العالم هي زعزعة استقرارها الداخلي من خلال محاولات الانقلاب، كما الحال الراهن في جورجيا.

في السابق، كان هناك القليل من الخلافات الحادة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تتطلب انقلابا في بعض البلدان، لكن العالم الآن انقسم وأصبح الوضع يتطلب انتقالا واضحا إلى أحد المعسكرين. ووحدها أكبر وأقوى الدول هي التي تستطيع الحفاظ على العلاقات مع كلا المعسكرين. لهذا، فسوف تواجه العديد من الدول في المستقبل القريب محاولات أمريكية لزعزعة استقرار وضعها الداخلي من أجل مواقف أكثر معاداة لروسيا والصين.

ولا شك أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بوساطة صينية هي زلزال سياسي كبير، ولم يعد من الممكن اعتبار مثل هذه الخطوة كغزل من أجل استنفار الغيرة أو التنازلات من الشريك القديم. فتلك الخطوة هي إعادة توجيه استراتيجي، وانتقال مفتوح إلى معسكر آخر، وبالكاد يمكن أن يكون لدى واشنطن أي أوهام بعكس ذلك.

بالتالي، ففي رأيي المتواضع، يمكن توقع تكثيف واشنطن لهجماتها على ما تدّعيه من "عدم احترام حقوق الإنسان" في السعودية، وتشجيع عدم الاستقرار الداخلي في البلاد.

إلا أنه لا توجد في المملكة العربية السعودية منظمات غير حكومية موالية للغرب، والتي عادة ما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية من خلالها، لهذا فإمكانيات زعزعة استقرار الوضع الداخلي محدودة إلى حد ما.

لكن هناك طريقة ثانية أكثر راديكالية: استفزاز عسكري من أجل الانجرار إلى صراع يحتم الوقوف إلى الجانب المطلوب. كما تمكنت واشنطن من جرّ أوروبا إلى مواجهة انتحارية مع روسيا من خلال الصراع في أوكرانيا.

والتصريحات الإسرائيلية الأمريكية الأخيرة بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية في هذا السياق ليست مجرد كلمات ولم تظهر بالصدفة. والعمل العسكري الأمريكي ضد إيران حال شنّه، وما يتبعه من ردة فعل في نهاية المطاف، سيؤثر حتما على الدول العربية في الخليج، وسيضمن مشاركتها في صف المعسكر الأمريكي، ويمنع انتقالها إلى المعسكر الصيني.

الرهانات أصبحت مرتفعة للغاية، فإمداد الصين بالطاقة أو منع الطاقة عنها يمكن أن يقرر مصير الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ومصير الولايات المتحدة نفسها، نظرا لأن وقف عبور النفط والغاز عبر مضيق هرمز لن يضر فحسب، وإنما هو شريان حياة بالنسبة للولايات المتحدة.

لذلك أعتقد أن هجوم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على إيران هو مسألة وقت لا أكثر. والتحرك السعودي الإيراني المشترك لتطبيع العلاقات خفض من قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على تحقيق أهدافها، ولذلك، للمفارقة، قد جعل هذه الحرب أقرب إلى حد كبير. وإذا لم يحدث ذلك عاجلا، فسيحدث آجلا بعد أول اشتباك عسكري مع الصين، بضمان 100%، ولا أظن أن واشنطن ستؤخر كثيرا حل هذه القضية، إذ أن احتمالات قتال دول الخليج في صف الولايات المتحدة يتضاءل مع كل شهر يمضي.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا