أكد الكرملين فقط جزئية الاتصالات مع بينيت خلال هذه الفترة، ولا تزال المعلومات بشأن وعد عدم التحييد غير مؤكدة.
في ذلك الوقت، كان زيلينسكي يتوارى في مخبأ سري يعاني من حالة اكتئاب، واستنادا إلى الفيديو المنشور وقتها، يبدو أنه كان تحت تأثير مخدرات ثقيلة، حينما عرض على فلاديمير بوتين أمام الصحفيين الغربيين الجلوس إلى الطاولة كجار وبدء المفاوضات.
يقول بينيت إنه أخبر زيلينسكي بوعد بوتين، بعدها عقد زيلينسكي مؤتمرا صحفيا قال فيه إنه "لا يخشى أي شيء". بحلول هذا الوقت، ووفقا لبينيت أيضا، كان هناك 17 مشروع اتفاقية سلام بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن الغرب قاطع المفاوضات.
بعد ذلك، بدأ القادة الغربيون يترددون على كييف، بهدف رئيسي هو إلهام زيلينسكي بالثقة في قدرة أوكرانيا على هزيمة روسيا بمساعدة الغرب.
وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح، وبالفعل آمن زيلينسكي بالنصر وازداد مع الوقت وقاحة، حتى أنه أصدر مرسوما منع بموجبه نفسه من التفاوض مع روسيا. والآن يقول المتحدث باسمه فيودور فينيسلافسكي: "لدى بعض الخبراء الغربيين فكرة أن أوكرانيا يجب وأن تتعهد بعدم استخدام معداتها العسكرية ضد الأراضي الروسية. وتلك فكرة من عالم مواز"، حيث يرى فينيسلافسكي أن جميع المنشآت العسكرية التي تُشن منها الحرب ضد أوكرانيا هي "أهداف عسكرية مشروعة لأوكرانيا"، وهو ما ينطبق على موسكو، بحسبه.
ربما لا تجدر مناقشة مصير زيلينسكي الشخصي، وأعتقد أن روسيا لم تحدد لنفسها مهمة تدمير زيلينسكي حقا، وذلك فقط لأن هذه الشخصية ليست سوى دمية، لا يؤثر مصيرها على مجرى الحرب بأي شكل من الأشكال، فزيلينسكي ينفذ ما يقال له في الغرب، هو ممثل يلعب دورا لم يكتبه.
ومع ذلك، لا يمكن أيضا القول إن لا شيء يعتمد على زيلينسكي على الإطلاق. وعلى وجه الخصوص، فإن بإمكانه التأثير على عدد الأوكرانيين الذين يموتون بسبب إيمانه بوعود الغرب واستعداده لمواصلة الحرب، حيث يمكنه التعجيل بزوال دولته من خلال تصعيد الصراع بشكل أسرع وأشمل مما تخطط له واشنطن.
على أية حال، على الرغم من أنها قد تكون تفاصيل مؤسفة، إلا أنها غير مهمة في سياق العملية التاريخية الكبيرة لتغيير النظام العالمي وانهيار الإمبراطورية الأمريكية، وبعض الدول التي لم يكن لديها وقت للفكاك من الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت المناسب، سوف تسحق معها حينما تسقط، وأوكرانيا إحدى هذه الدول.
لقد اختارت الأمة الأوكرانية مهرجا ليكون زعيما لها كي تدفن هذه الدولة الفاشلة، ولم يأخذ الأوكرانيون تجربة الثلاثين عاما لتشكيل دولتهم المستقلة على محمل الجد، وفضلوا خرافة عضوية الاتحاد الأوروبي والثراء الفوري بدلا من السير على درب العمل الشاق، وقمع الأقليات القومية بدلا من التسامح، فكانت النتيجة الطبيعية لهذا الاختبار: ضعيف جدا (راسب).
هل يتعين عرقلة زيلينسكي من أداء دوره؟ من الممكن المحاولة، لكن نتيجة الاختبار لن تتأثر بذلك، يجب على الأمة نفسها أن تتعلم الدروس.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب