وجاء في المقال: بين مشتري الوقود من روسيا، المملكة العربية السعودية، رغم أنها أكبر منتج للنفط ومصدر له. تعرف الرياض كيف تحسب الأمور جيدا، ولذلك قررت الاستفادة من الفرق في الأسعار بين النفط الروسي، الذي يشتريه السعوديون بخصم كبير، والنفط العربي، الذي يبيعونه للعالم كله، بالطبع، من دون خصم.
ووفقا لـ رويترز، تضاعفت صادرات النفط الروسي إلى السعودية في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بالربع الثاني من العام السابق. ففي أبريل ويونيو، اشترت الرياض 647 ألف طن من الوقود من روسيا. فيما كانت الكمية في الفترة نفسها من العام 2021 في حدود 320 ألف طن. السعوديون يشترون النفط الرخيص من روسيا لإرسال المزيد من نفطهم للتصدير.
بطبيعة الحال، يُصعّب اعتماد السعودية المتزايد على النفط والوقود الروسيين على الدبلوماسيين والسياسيين الأمريكيين إقناع الرياض بالانضمام إلى تحديد سقف أسعار "للذهب الأسود" الروسي، الأمر الذي يسعى إليه البيت الأبيض الآن، ويتأبطه الرئيس بايدن ووزيرة الخزانة يلين وجميع المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى الآخرين من مكان إلى آخر.
أظهرت زيارة جو بايدن إلى الرياض بوضوح للجميع، وللأمريكيين أنفسهم، أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لن تعود أبدا كما كانت، على سبيل المثال، قبل 5-10 سنوات. ومقابل ذلك، بل وعلى العكس من ذلك، فإن العلاقات بين الرياض وموسكو آخذة في التطور، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار اتفاقية أوبك+، التي أثبتت فاعليتها.
وهكذا، فبناءً على نتائج زيارة بايدن، لا يعتزم السعوديون التخلي عن التعاون مع روسيا في تحديد سعر النفط، وهم يدركون جيدا أن انضمامهم إلى حملة تحديد سقف أسعار للنفط الروسي يمكن أن يقوض هذا التعاون.