وجاء في المقال: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء وجوده في أنغولا، إن "مصير البشرية لا يمكن أن يترك تحت رحمة حفنة من الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية". وهو يعني الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن الدولي. يرى أردوغان أن الحفاظ على هذا الهيكل - في شكله وتكوينه – والدور الذي يلعبه في السياسة العالمية لا يتوافق مع حقائق العالم الحديث.
إن تأمل ما قاله أردوغان يقود إلى ديماغوجية هذا الزعيم. فـ "خماسية" مجلس الأمن، ليست هيكلا زخرفيا، مع أن الممارسة تظهر ضعف تأثيرها في توجهات العالم وعملياته في الواقع في كل المناطق تقريبا. لقد حددت تركيا في عهد أردوغان مجال نفوذها: في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والخليج العربي، وسوريا، ومناطق الأكراد، وبالطبع القوقاز. فلم تكن لتتورط أذربيجان في حرب جديدة في قره باغ لو لم تشعر بدعم أنقرة. يتدخل أردوغان في كل العمليات، في المناطق التي حددها، وتتطور بلاده بشكل مستقل إلى درجة بعيدة، ويبرم ما يريد من العقود الاقتصادية والعسكرية. ومجلس الأمن الدولي لا يزعج الأتراك. بالإضافة إلى ذلك، تركيا عضو في مجموعة العشرين وتشارك بانتظام في مناقشة جميع مشاكل العالم.
في الوقت نفسه، يصعب تسمية أردوغان بصانع سلام. فسياساته وخطاباته تصادمية. والإصلاح الذي اقترحه للنظام العالمي يعني ضمان حق أمثال هؤلاء اللاعبين الإقليميين الكبار مثل تركيا في التصرف بعدوانية. ومن هنا تتأتى الحاجة إلى "خماسية" مجلس الأمن. فهي التي يجب أن توقف زعزعة الاستقرار الإقليمي، التي يدفع إليها قادة مثل أردوغان.