العراق يقترح لصق الشرق الأوسط
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول سعي بغداد إلى تنظيم قمة تجمع الخصوم في المنطقة.
وجاء في المقال: تستعد السلطات العراقية لعقد قمة دولية واسعة النطاق، من شأنها أن تساعد الخصوم القدامى في الشرق الأوسط على التوصل إلى تفاهم. فسوف تتم دعوة سلطات السعودية وإيران وتركيا وسوريا لحضور الاجتماع المقرر عقده في بغداد. ولا تخفي الحكومة العراقية أنها، بهذه الطريقة، تريد تقليص مصلحة اللاعبين الإقليميين في جرها إلى خلافاتهم.
وقد صرح رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، خلال زيارته مؤخرا إلى الولايات المتحدة، بصراحة للصحفيين، بأن بلاده تعتزم لعب دور أكثر فاعلية في عملية التقارب بين القوى الإقليمية. ويعدون الكاظمي شخصية سياسية توافقية قريبة من الإدارة الرئاسية الأمريكية، ما يجعله يمتلك إمكانيات دبلوماسية.
وقد سارت بعض الدول المدعوة إلى القمة في طريق المصالحة فيما بينها بفضل وساطة العراق. وفي هذا المنحى، قال الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده مؤخرا إن السعودية وإيران تتجهان نحو تطبيع نسبي للعلاقات.
كما كانت هناك مؤشرات على استعداد المملكة العربية السعودية لإجراء اتصالات مع الحكومة السورية؛ وجرى إنشاء قنوات اتصال بين تركيا والحكومة السورية، على الرغم من أن أنقرة هي راعية خصوم دمشق الرسمية وتسيطر على المناطق الشمالية من سوريا.
وتتواصل تركيا والسعودية بشكل صريح، لكن المؤشرات الاقتصادية تشير إلى وجود حرب غير معلنة بينهما.
غالبا ما تعلل التناقضات بين الدول المدعوة إلى العراق بالصراع بينها على النفوذ في المنطقة. وبالتالي، فلا يمكن حل قضية التطبيع الكامل للعلاقات بين بعضها إلا بعد أن تتوصل الأطراف إلى حل وسط على تقاسم واضح لمناطق النفوذ. خلاف ذلك، ستكون اللقاءات مجرد إجراء شكلي.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
