مباشر

إذا كنت ترغب في مهاجمة جارك منذ فترة طويلة، فقد آن الأوان!

تابعوا RT على
لقد أصبحت الحرب في قرة باغ نقطة مفصلية بين عصرين في التاريخ الحديث، بعد ما أصبح العالم أحادي القطبية أخيرا جزءا من الماضي.

وعلى الرغم من أن عصر الفوضى لا يزال بعيدا عن ذروته، إلا أن قواعد اللعبة قد تغيرت بالفعل، بينما انغمست القوى العظمى في مشكلاتها الداخلية، وبدأت تولي اهتماما أقل فأقل لما يحدث خارج حدودها. ولأول مرة منذ عقود، تمنح الدول الإقليمية، وحتى الدول العادية مساحة أوسع من الحرية.

لقد اتخذ قرار بدء الحرب في إقليم قرة باغ، والذي يؤثر بالتأكيد على مصالح القوى العظمى، من قبل دولة من الدرجة الثالثة (أذربيجان)، بدعم من دولة من الدرجة الثانية (تركيا)، ولم يتخذ القرار في أي من عواصم القوى العظمى نفسها.

وطوال فترة الحرب في قرة باغ، التزم الغرب صمت القبور، وأظهر لا مبالاة مطلقة بهذا الشأن الإقليمي الحساس، رغم أنه في الأيام الخوالي، لم يكن ليضيع فرصة كهذه للمشاركة في أزمة تنشب على حدود روسيا.

إنني على يقين من أن نجاح أذربيجان في هذه الحرب، سوف يدفع عددا من الدول، التي تعاني من قضايا ونزاعات حدودية إقليمية مجمّدة إلى حين، بما في  ذلك تحت ضغط القوى العظمى، إلى التفكير والتدبر في الأمر.

فإغراء الحل السحري بضربة واحدة كبيرة سوف يصبح على الطاولة بشكل خاص أمام الدول التي تتمتع بقدرات عسكرية واسعة داخل حدود منطقتها الإقليمية، وتعاني في الوقت نفسه من وضع داخلي سياسي غير مستقر. حينها لن يحل النصر في حرب خاطفة سريعة المشكلة مع الجيران فحسب، وإنما أيضا سيحشد الأمة حول الحكومة والقائد.

أول من يتبادر إلى الذهن في هذا الدور، "بطل" حرب قرة باغ، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

ومع ذلك، فليس وحده الذي يمكن أن يستسلم لهذا الإغراء، بل هناك خلافات منتشرة حول المياه والطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

أظن أن حرب قرة باغ، سترفع من احتمالات اندلاع صراعات عسكرية كبيرة إلى حد ما في المنطقة بشكل متزايد.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا