وجاء في المقال: ما عجزت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في أوبك عن القيام به، قبل عدة سنوات، أي إفلاس النفط الصخري الأمريكي، يبدو أن فيروس كورونا COVID-19 قادر تماما عليه.
فقد تسارعت وتائر تباطؤ استخراج النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة مع ظهور فيروس كورونا. ووفقا لمحللي فاينانشال تايمز، فإن شركات الطاقة تسجل الآن، وفق مؤشر S&P 500، أسوأ النتائج منذ 80 عاما.
وقد بدأ ضغط كورونا يؤثر ليس فقط في الإنتاج، إنما وفي معدلات حفر الآبار الجديدة. علما بأن الخبراء يرون أن تأثير فيروس كورونا لم ينعكس بعد على المؤشرات الإحصائية. فالتغييرات في حفر الآبار وفي عدد منصات الحفر تسجل، في أغلب الأحيان، بعد عدة أشهر من التغيرات الكبيرة في الأسعار. هذا يعني أن التراجع الكبير في قطاع النفط الصخري لم يسجل بعد، بل هو سيحدث خلال الأشهر القليلة القادمة، أي في الربيع وربما الصيف. ومع انخفاض أسعار خام غرب تكساس الوسيط عن 50 دولارا للبرميل، تصبح معظم الشركات الصخرية خاسرة.
إلى ذلك، فمشكلة تحقيق توازن في سوق النفط، التي باتت مزمنة في السنوات الأخيرة، لا تزال تتنازع أوبك+. وأما الآن، فكما جاء في مذكرة بنك الاستثمار Standard Chartered (SC)، يعدّ تراجع الطلب بسبب فيروس كورونا المحرك الرئيس لعدم التوازن. كما يشهد إنتاج النفط والغاز الأمريكي تباطؤا متصاعدا.
والأدهى من ذلك أن العاملين في مجال النفط الصخري يعدون أنفسهم محظوظين مقارنة بزملائهم في مجال الغاز الصخري. فبالنسبة للغاز الصخري، الوضع أسوأ بكثير من النفط. فقد انخفضت أسعار الغاز الطبيعي إلى أقل من 2 دولار لكل مليون وحدة حرارية. ومع مثل هذه الأسعار المنخفضة، فإن الغالبية العظمى من شركات الغاز مهددة بالإفلاس.