وجاء في المقال: تقع قواعد غواصات أسطول الشمال الروسي الرئيسية في شبه جزيرة كولا. يؤدي مخرج ضيق وحيد منها إلى البحر المفتوح، عبر خليج كولا. وبالقرب من مصبه، تتابع محطات رصد في النرويج المجاورة، وسفن دورياتهم وطائراتهم المضادة للغواصات غواصاتنا باستمرار.
يمكن استخدام الأفعال بصيغة الماضي في الحديث عن موثوقية خطوط الدفاع المضادة للغواصات التابعة لحلف الناتو بعد الطفرة الهائلة والاختراق الكبير لشمال الأطلسي من قبل عشر غواصات روسية معا، ثمان منها نووية واثنتان تعملان بالديزل. هذا ما ذكرته وسائل الإعلام النرويجية محيلة إلى معلومات استخباراتية هناك.
تشير وسائل الإعلام هذه، نقلا عن مصادر في الاستخبارات العسكرية، إلى أن مناورات لم يسبق لها مثيل بدأت في الـ 25 من أكتوبر 2019، بالتزامن مع اجتماع وزيري الخارجية الروسي والنرويجي، سيرغي لافروف وإيني إريكسن، في فينمارك النرويجية.
بطبيعة الحال، لم تعلن البحرية الروسية عن هذه التدريبات. ولكن، سبق أن أجرى أسطولنا مثلها. لنتذكر عملية أسطول الشمال في البحرية السوفييتية، المسماة "Atrina"، في العام 1987.
في تلك الفترة، كانت مجموعة الناتو المضادة للغواصات بأكملها في المنطقة تراقب الغواصات النووية السوفيتية. في البداية، حين كانت الغواصات تتحرك على طول سواحل النرويج والسويد، كانت جميعها "تحت العين". ثم، وبشكل غير متوقع إطلاقا، اختفت فجأة عن الشاشات. فقد ذهبت الغواصات دون أن يلاحظها أحد إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ووصل بعضها إلى نيوأورليانز.
هل هناك أي اسم للعملية الحالية للغواصات النووية الروسية، التي قامت بنجاح بـ"اختراق" غير مرئي لدفاعات الناتو المضادة للغواصات؟ عامة الناس، لا علم لها بذلك. وعليه، فسوف نسميها افتراضيا "Atrina-2".
حقيقة أن الغواصات التابعة للبحرية الروسية استطاعت "التجول" بهدوء في المحيط الأطلسي دون أن يلاحظها أحد، حدث "مهم" بحد ذاته، وعامل ردع آخر يحول دون المواجهة النووية بين روسيا والولايات المتحدة.