مباشر

أحلام وارسو وحسابات واشنطن

تابعوا RT على
تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر شتورم، في "أوراسيا ديلي"، حول خطوة استفزازية جديدة تقوم بها وارسو ضد موسكو، بما لا يرضي شركائها في الاتحاد الأوروبي، وينتهك اتفاقية سابقة.

وجاء في المقال: عرضت وارسو مبلغاً معتبراً قدره 2 مليار دولار لنشر القاعدة العسكرية الأمريكية على الأراضي البولندية. وقد حظي اسم القاعدة، فورت ترامب، بإعجاب شديد من الرئيس الأمريكي. الأمر، الآن، متروك للعسكريين: ففي الأول من مارس، سوف يقدم البنتاغون تقريرا إلى الكونغرس مع تحليله لجميع إيجابيات وسلبيات نشر قاعدة عسكرية أمريكية في بولندا.

لا شك في الدور الذي سيلعبه تضخم "أنا" الرئيس عند سماع اسمه يطلق على قاعدة عسكرية، ناهيكم بتأثير المليارات التي ستدفعها بولندا لقاء القاعدة.. ولكن ترامب يجيد عد أصوات الناخبين، وليس فقط المال: يمكن لقرار نشر قاعدة في بولندا أن يكسبه تعاطف تسعة ملايين بولندي في أمريكا، في الانتخابات الرئاسية القادمة.

ولكنن حماسة ترامب تبرّدها اتفاقية باريس بين الناتو وروسيا للعام 1997، حيث تعهد الحلف بعدم نشر قواته بشكل دائم على أراضي الأعضاء الجدد في المنظمة، بما فيها بولندا.

يضع المستشارون العسكريون ترامب أمام حقيقة بسيطة: سوف تصبح القاعدة الأمريكية في بولندا على الفور هدفا جيدا للصواريخ الروسية. ويمكن لبيلاروس أن ترد بهدوء على خطوة وارسو بالموافقة، مثلا، على تحقيق فكرة نشر قاعدة جوية كبيرة مشتركة مع روسيا بالقرب من الحدود البولندية.
ولكن، أولاً، ستصبح "فورت ترامب" بمثابة إسفين أمريكي موجع في قلب الاتحاد الأوروبي، وتأكيدا نهائيا لحقيقة أن بولندا في سياستها الخارجية تتبع مبدأ "أمريكا أولاً"، فوارسو أقرب في مواقفها إلى واشنطن منها إلى الحلفاء الأوروبيين.

مقابل دور "الحليف الاستراتيجي" للولايات المتحدة، تدفع السلطات البولندية عن طيب خاطر ثمناً باهظاً في البعد السياسي الدولي. آخر مثال حي على ذلك، مؤتمر وارسو للأمن في الشرق الأوسط، والذي سمي بـ "سيرك أمريكا المناهض لإيران" ليس في طهران وحدها. فقد قاطع الاتحاد الأوروبي كمنظمة ودول أوروبية هذا الحدث البولندي الأمريكي لطابعه المعادي لإيران.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا