وقد قام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذا "العنصر المفقود" في نواة الأرض على مدى عقود، ويُعتقد بانهم تمكنوا من اكتشاف ما يتكون منه هذا العنصر.
ويرجح العلماء، بحسب ما نقلته شبكة بي بي سي البريطانية، أن "العنصر المفقود" مُكون من السيليكون، وقاموا بتقديم نتائج بحوثهم في اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في سان فرانسيسكو.
وتبعد نواة الأرض عن السطح بنحو 3 آلاف كلم وهي عبارة عن كرة يصل قطرها إلى حوالي 1200 كلم، ويستحيل على العلماء إجراء اختبارات بشكل مباشر ومعرفة مما تتكون هذه النواة بالتدقيق نظرا لأنها عميقة جدا، إذ إن أعمق المناجم في العالم، على سبيل المثال، يصل فقط إلى حوالي 4 كلم فيما يصل عمق أعمق بئر اختبارية إلى أكثر من 12 كلم.
وأشار فريق البحث إلى أنهم يعتقدون أن السيليكون هو "العنصر المفقود" في نواة الأرض، وصرح الباحثون بأن هذا العنصر يفترض أن يكون خفيف الوزن، لذلك رُجح مرات عدة أن يكون هو السيلكون إياه بسبب خصائصه المميزة من حيث الوزن، فضلا عن أنه يمكن أن يذوب في سبائك الحديد والنيكل.
وقام فريق البحث من جامعة توهوكو بخلق نموذج مصغر للأرض ومن ثم أنشأوا سبائك من الحديد والنيكل ومزجوهما بالسيليكون وقاموا بتعريضها لضغوط هائلة ودرجات حرارة مشابهة لتلك السائدة في نواة الأرض إذ تصل إلى حوالي 6 آلاف درجة مئوية.
كما اعتمد الباحثون في دراستهم على البيانات السيزمية وهي معلومات من الموجات الزلزالية التي تنطلق بالقرب من مركز الأرض، وقدم الفريق بذلك أدلة كافية على أن السيلكون هو "العنصر المفقود" في نواة الأرض.
وقال سيمون ريدفيرن، أستاذ الفيزياء المعدنية في جامعة كامبريدج في بريطانيا إن "هذه التجارب الصعبة مثيرة حقا لأنها توفر منفذا لمعرفة كيف كان لب الأرض أو نواته عند بدء تكونه منذ 4.5 مليارات سنة، أي عندما بدأت النواة بالانفصال عن الأجزاء الصلبة من الأرض"، وأضاف إن "بعض العلماء اقترحوا مؤخرا أن يكون الأوكسيجين ربما عنصرا مهما في تكوين نواة الأرض".
ومن المنتظر أن تساعد هذه النتائج العلماء على تحديد الظروف التي ساهمت في تشكيل الأرض.
المصدر: ساينس ألرت
فادية سنداسني