وجاء ذلك في نسخة غير سرية من تقرير جديد للمخابرات الأمريكية نشر الجمعة، بشأن هجمات إلكترونية مزعومة على مؤسسات سياسية أميركية، وتحاول واشنطن أن تنسبها إلى روسيا.
وقال التقرير: "نعتقد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر في 2016 بشن حملة تأثير تستهدف الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.. وضعت روسيا هدفا لتقويض ثقة الجمهور في العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة وتشويه سمعة وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، وإلحاق الضرر بفرص فوزها في الانتخابات وإمكانية تنصيبها رئيسا للبلاد".
وأضاف التقرير: "نعتقد أيضا أن بوتين والحكومة الروسية يفضلون بشكل واضح انتخاب دونالد ترامب رئيسا.. لدينا قدر عال من الثقة في هذه الاعتقادات".
من جانب آخر، أشار التقرير إلى ما وصفه بمنصة الدعاية التابعة للكرملين، في إشارة إلى قناة RT تعاملت مع مؤسس موقع ويكيليكس بشكل دوري وتعاطفت معه ومنحته غطاء لمهاجمة الولايات المتحدة.
وكانت رئيسة تحرير قناة RT أكدت في وقت سابق أن اتهامات الاستخبارات الأمريكية للإعلام الروسي بتقويض المنظومة الأمريكية لا أساس لها سوى أن RT تغطي ما يحدث في الولايات المتحدة بلا زيادة أو نقصان.
وردا على تصريحات لاذعة لجيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارت القومية الأمريكية أعرب فيها عن "قلقه الشديد حيال أداء قناة RT الفضائية الروسية الموجهة ضد الولايات المتحدة"، اعتبرت مارغاريتا سيمونيان رئيسة تحرير قناة RT ووكالة "سبوتنيك" الروسيتين في تعليق مقتضب أن "اتهامات كلابر لقناة RT هذه جاءت لمجرد أن القناة تغطي ما يحدث /فعلا/ في بلاده".
وفي جلسة عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي الخميس 5 يناير/كانون الثاني لبحث سبل مواجهة "التهديدات السيبرانية" قال كلابر: "قناة RT مدعومة وممولة بشكل كبير من الحكومة الروسية، وهي تتبنى وجهة نظر معينة، إذ أنها تتحدث عن نظامنا بازدراء وتتهم الولايات المتحدة بالنفاق على صعيد القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان"، مضيفا أن "بين نشاطات RT الإعلامية نشر "الأخبار المفبركة واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي"، دون أن يقدم أي أدلة تثبت صحة مزاعمه.
وتابع يقول: "كل ذلك وبغض النظر عن تأثيره الذي يتعذر تقييمه، يشعرني بقلق بالغ، لا لأنني رئيس لجهاز الاستخبارات القومية فحسب، بل كوني مواطنا أمريكيا أيضا".
يشار إلى أنه سبق لـ"واشنطن بوست" ونشرت على صفحاتها مؤخرا مادة أعدها موقع PropOrNot.com وأكد فيها أن زهاء 200 موقع إعلامي ينشطون في الولايات المتحدة ويبثون معلومات مضللة للتأثير في سير الانتخابات الأمريكية، وأن بين هذه المعلومات "أنباء كاذبة" نشرتها RT و"سبوتنيك" الروسيتان.
مارغاريتا سيمونيان وفي تعليق لـCNN بهذا الصدد مؤخرا، نفت جملة وتفصيلا صحة ما ورد في مقال "واشنطن بوست"، وقالت: RT لم تكن ضالعة أبدا في أي نشاط من هذا القبيل، وعلى ما يبدو فإن "واشنطن بوست" قد عجزت عن إبراز أي دليل يثبت تورط قناتنا في نشاط كهذا، مشيرة إلى أن الصحيفة الأمريكية لم تتصل بـ RT للاستماع من إدارتها لأي تعليق بخصوص مقالها.
وفي حديث لوكالة "نوفوستي" قالت سيمونيان كذلك: "وسائل الإعلام الأمريكية التي تتهم RT ووكالة "سبوتنيك" بالكذب بلا أي دليل يثبت مزاعمها، هي نفسها تمارس الدعاية الكاذبة وتنشر معلومات لا أساس لها من الصحة".
وفي إطار محاولات تقييد نشاط وسائل الإعلام الروسية على الحلبة الأوروبية، تبنى البرلمان الأوروبي الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني قرارا غير ملزم لمواجهة "الدعاية الروسية"، باعتبار أن RT و"سبوتنيك" وصندوق "العالم الروسي" والوكالة الفدرالية "روس سوترودنيتشيستفو" التابعة لوزارة الخارجية الروسية، " تمثل خطرا إعلاميا كبيرا يهدد الاتحاد الأوروبي".
وصوت في صالح القرار 304 نواب من 691، فيما عارضه 179، وامتنع 208 آخرون عن التصويت.
المصدر:وكالات
إياد قاسم