هذه السيدة الجريئة والناشطة الإنسانية كانت على متن طائرة "تو - 154" التي تحطمت قرب سوتشي صباح يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول. كانت عادة تساعد الذين فقدوا أي أمل بالعون – من المصابين بالأمراض المزمنة والمشردين والذين تخلى عنهم الجميع وبقوا وحيدين. هي بالذات من نظمت ورافقت الأطفال المرضى من دونباس في شرق أوكرانيا ورافقتهم للعلاج في مستشفيات روسيا. ويؤكد كل من يعرفها وتعامل معها على أنها كانت سيدة فاضلة أرسلتها السماء لمساعدة المحتاجين. كانت إنسانة تفضل العمل وليس القول. وعلى الرغم من أنها رقيقة في مظهرها إلا أنها كانت في غاية الشجاعة والبسالة، ولم تكن تخشى لومة لائم وهي التي تجرأت وصرخت بأعلى صوتها دائما" لا للحرب".
لقد قامت هذه الطبيبة المختصة في مجال الإنعاش بتأسيس صندوق "المعونة العادلة" بهدف مساعدة كل من فقد المأوى وسبل العيش ومساعدة المتقاعدين العجزة الذين يعيشون لوحدهم، وكذلك المعاقين والمرضى الميئوس من شفائهم.
وقامت السيدة ليزا في سبتمبر/ أيلول الماضي بزيارة سوريا ودعت مع غيرها من النشطاء في مجال الحقوق الإنسانية إلى منع فرض العقوبات التي تمس الدواء والمعدات الطبية. وعلى الطائرة المنكوبة نقلت الدكتورة ليزا معها إلى اللاذقية مساعدة إنسانية للسوريين تضمنت الدواء للمستشفى الجامعي في مدينة اللاذقية السورية. ويذكر أن يليزافيتا(ليزا) غلينكا حاصلة على جائزة حكومية تكريما لنجاحاتها في مجال الأعمال الخيرية والدفاع عن حقوق الإنسان.
وقبل أسبوعين وخلال مراسم تقليدها جائزة الدولة الروسية، التي منحها أياها الرئيس فلاديمير بوتين، قالت الدكتورة ليزا: " غدا سأتوجه إلى دونتسك ومن ثم إلى سوريا، كما العشرات من المتطوعين العاملين في المجال الإنساني. نحن لا نستطيع أن نكون واثقين تماما من أننا سنعود أحياء، لأن الحرب هي جهنم على الارض، وأنا أعرف وأدرك جيدا ما أقوله". وشددت السيدة على أن أهم حق في حقوق الإنسان هو "حقه في الحياة، الذي ينتهك ويداس عليه بدون رحمة في هذا الوقت العصيب". وقالت:" يصعب علي جدا رؤية الأطفال القتلى والجرحى في دونباس والأطفال المرضى والقتلى في سوريا". وكانت الدكتورة ليزا تؤكد على الدوام أنها لا تتدخل في السياسة وأن " الخير والرأفة والرحمة تعمل أقوى من أي سلاح".
المصدر: وكالات
أديب فارس