وأيد الاتفاق 130 عضوا، فيما امتنع 28 آخرين عن التصويت. ويمثل التصديق والتوقيع على الاتفاق بداية تخلي مسلحي فارك عن نشاطاتهم المسلحة ضد الحكومة وتحولهم إلى العمل السلمي وتشكيلهم حزبا سياسيا.
وفي هذا الصدد، قال المفاوض الحكومي سيرجيو جاراميلو "دعونا لا ننسى ما نفعله اليوم، فنحن نحاول إنهاء أكثر من 50 عاما من الحرب".
ويريد الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي حصل على جائزة نوبل للسلام الشهر الماضي لجهوده من أجل السلام في بلاده، تطبيق الاتفاق في أسرع وقت ممكن للحفاظ على وقف هش لإطلاق النار.
في حين يرى الرئيس السابق ألفارو أوريبي أن هذا الاتفاق يقدم تنازلات كثيرة لجماعة فارك ولا يصلح كرادع لجماعات أخرى ضالعة في الجريمة.
وأغضبت وثيقة السلام هذه العديد من الكولومبيين المحافظين، إذ انتقد البعض الرئيس سانتوس لكونه قرر التصديق عليها في البرلمان بدلا من طرحها في استفتاء شعبي آخر.
يذكر أن الاتفاقية الجديدة حول السلام بين الحكومة الكولومبية و"فارك" التي صدق عليها البرلمان اليوم تم توقيعها يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد صياغتها منتصف الشهر الماضي، وذلك عقب رفض الكولومبيين الصيغة الأولى للاتفاقية خلال استفتاء عام أجري يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ رأى حينها كثيرون أن بنودها متساهلة للغاية تجاه المتمردين، إذ تسمح لهم بتولي مناصب سياسية، كما لا تنص على سجن زعماء فارك الذين ارتكبوا جرائم حرب مثل الخطف والذبح.
هذا وتأسست حركة "فارك" عام 1964 بمثابة جناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي، وتم تصنيف الحركة ضمن المنظمات الإرهابية في عدد من الدول، من بينها الولايات المتحدة، للاشتباه بصلاتها مع عصابات المخدرات الكولومبية.
وتضم الحركة في الوقت الحالي نحو 20 ألف مقاتل، وأسفر النزاع المسلح بين السلطات الكولومبية و"فارك" عن مقتل ما لا يقل عن 220 ألف شخص في صراع استمر لمدة 52 عاما.
المصدر: وكالات
نتاليا عبدالله