فلو عدنا بالزمن 11 عاما إلى الوراء، لوجدنا أن عدة أشياء تغيرت في العلاقات بين عائلتي كلينتون وترامب.
ففي 2005 حضرت هيلاري وزوجها بيل كلينتون حفل زفاف ترامب على زوجته ميلاني، وجمعتهم صور حميمية للغاية، أظهرت مدى قرب العلاقات بين الطرفين، ونشرت الصحف الأميركية تساؤلات حول هذا التغير الشامل في العلاقات، فالأمر تعدى حدود الخلاف السياسي بين هيلاري وترامب، ووصل إلى حد الاتهامات والإهانات الشخصية بين الطرفين.
وتحفظ الطرفان حول الإجابة عن علاقتهم السابقة، حيث علق ترامب على تلك الصور قائلا: "دعوتهم للحضور وقد حضروا"، أما هيلاري فقالت: "لم نكن أصدقاء كانت مجرد دعوة على زفاف واعتقدت أنه من الممتع أن نكون هناك".
ورغم تلك الإجابات "الجافة" التي حاول فيها الطرفان نفي وجود علاقة صداقة بينهما، إلا أن حميمية الصور تظهر أن علاقتهم كانت أكثر من مجرد علاقة سطحية.
العلاقة الجافة بين المرشحة الديمقراطية والمرشح الجمهوري بدت جلية خلال المناظرة الرئاسية النارية الثانية ليلة الأحد على الاثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري، حيث تفادى الطرفان المصافحة الافتتاحية المعتادة بينهما ليتداركا الأمر بعد ساعة ونصف من الاتهامات المتبادلة ويتصافحا في نهاية المناظرة.
في غضون ذلك، قلل ترامب خلال المناظرة من حجم تصريحاته المسيئة للنساء، معتبرا أنها حصلت "في غرفة ملابس". وشن هجوما على الرئيس السابق بيل كلينتون (زوج هيلاري) معتبرا أنه "اعتدى على نساء"، الأمر الذي دفع هيلاري للرد، معتبرة أن تصريحاته تظهر حقيقة ما هو عليه.
وقبيل المناظرة، ظهر ترامب علنا في مؤتمر صحفي مع 3 نساء اتهمن بيل كلينتون بالاعتداء عليهن جنسيا.
وهدد بمهاجمة بيل بشأن خياناته الزوجية ردا على وصف هيلاري له بأنه كاره للنساء وله تاريخ من إساءة معاملتهن. وقال ترامب للصحفيين: "هؤلاء السيدات الشجاعات الأربع طلبن أن يكن هنا" في المؤتمر الصحفي.
وانتظر عشرات الملايين من الأمريكيين الذين يشاهدون المناظرة أن يظهر ترامب بعض الندم لتجاوز الأزمة الناجمة عن نشر شريط الفيديو الفضائحي. لكن بدلا من ذلك، شن ترامب هجوما قاسيا على بيل كلينتون، الذي كان جالسا في قاعة المناظرة، مؤكدا أن لديه (كلينتون) تاريخ من الاعتداء على النساء، ودعا عددا من النساء اللواتي يتهمنه بذلك إلى حضور المناظرة.
وقال ترامب "إذا نظرتم إلى بيل كلينتون، فهو أسوأ بكثير"، مضيفا "أنا كانت لي أقوال، أما هو فقام بالأفعال". وتابع أنه "لم يكن هناك أي شخص في تاريخ السياسة في هذه الأمة معتديا على النساء إلى هذا الحد"، في إشارة إلى الرئيس بيل كلينتون.
من جهتها، رفضت هيلاري كلينتون تلك التصريحات، قائلة إنها تعمل بنصيحة "عندما هم يسقطون، نحن نحلق عاليا"، ووصفت ما قام به ترامب بأنه "حيلة دعائية" و"سباقا مدمرا إلى القاع". وقالت المتحدثة باسم حملة كلينتون جينيفر بالميري في بيان: "لسنا متفاجئين برؤية دونالد ترامب يواصل مسيرته المدمرة للوصول بهذه الحملة إلى الحضيض".
ويواجه ترامب تمردا داخل الحزب الجمهوري بسبب تصريحات بذيئة أدلى بها سابقا عن النساء وكشف عنها مؤخرا.
المصدر: وكالات
رُبى آغا