وفي تعليق بهذا الصدد قال إدوارد باسورين الناطق الرسمي باسم قوات دونيتسك: "لقد خرقت كييف اتفاق سحب القوات في محيط بلدة بيتروفسكيه، وقوات دونيتسك المسلحة سوف تعود إلى مواقعها السابقة التي تركتها" عند خط التماس.
وذكرت وزارة الدفاع في دونيتسك الشعبية أن القوات الأوكرانية لم تنسحب من المواقع المتفق عليها عند خط التماس، رغم تراجع قوات دونيتسك الشعبية عن النقاط التي كانت تشغلها في تمام الساعة الـ3 من بعد ظهر الاثنين الموافق للـ3 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأكدت وزارة الدفاع في دونيتسك، أن قوات كييف وعلاوة على خرقها الاتفاق، شرعت في قصف بلدة فيكتوروفكا الواقعة في النطاق الذي كان يتوجب على جميع القوات والفصائل تركه، مشيرة إلى أنه وبعد ساعة على القصف وانتهاكات كييف، قررت قوات دونيتسك العودة إلى مواقع تمركزها.
قيادة الشرطة الشعبية في دونيتسك من جهتها، أعلنت كذلك أن قوات كييف رفضت الانسحاب والفصل بين القوات في محيط بلدة لوغانسكايا.
هذا، وسبق لألكسندر زاخارتشينكو رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، ونظيره رئيس لوغانسك الشعبية إيغور بلوتنيتسكي ووقعا في سبتمبر/أيلول الماضي مع ممثلين عن أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على اتفاق إطار نص على سحب طرفي النزاع في دونيتسك ولوغانسك من جهة، وكييف قواتهما عن خط التماس، وذلك في مدة أقصاها ثلاثون يوما تشمل إعداد القوات والمعدات وتجهيزها للحركة.
واقتضى الاتفاق سحب قوات الطرفين إلى ثلاث مناطق أولية هي بلدات بيتروفسكيه، ولوغانسكايا، وزولوتويه، على أن تتراجع القوات بعرض 2 كم وعمق 2 كم لمرحلة أولية ليصار في وقت لاحق إلى سحب القوات إلى أعماق وأبعاد أخرى.
كما نص الاتفاق على أن يسري مفعوله ليمثل أساسا لانسحاب لاحق تحدد الأطراف المعنية موعده ومعاييره.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأوكرانية كانت قد أطلقت في أبريل/نيسان 2014 عملية عسكرية لـ"مكافحة الإرهاب" ضد جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد جنوب شرق البلاد، في أعقاب ما يسمى بـ"ثورة الميدان" في كييف التي أطاحت بحكم فيكتور يانوكوفيتش، وأوصلت القوى اليمينية العنصرية المتطرفة في أوكرانيا إلى السلطة.
روسيا، لم تعترف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، فيما تعهدت بحماية السكان الروس هناك، وما انفكت تقدم الدعم الإنساني والسياسي للجمهوريتين، وتسعى مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات "مينسك" للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا.
وتفيد بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، بأن النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، قد أسفر منذ اندلاعه عن سقوط زهاء 9,5 ألف قتيل، وإصابة 22 ألفا آخرين، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف عن مناطقهم هناك.
المصدر: "تاس" وRT