وتوجه الرئيس الروسي إلى الدير العتيق الذي يعد أحد أهم المراكز الروحية والنسكية في روسيا الأرثوذكسية، بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية عن مقتل طيارين روسيين بإسقاط مروحية "مي-25" قرب تدمر السورية.
وحضر بوتين صباح الاثنين 11 يوليو/تموز قداسا في كاتدرائية التجلي أهم كنائس الدير واشترك في سر الافخارستيا.
وبعد انتهاء القداس، توجه الرئيس إلى البطريرك كيريل الذي ترأس القداس، وإلى الرهبان الآخرين بطلب عدم نسيان أولئك الذين ضحوا بحياتهم في سوريا، والصلاة لكي يذكرهم الله.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي للصحفيين في معرض تعليقه على زيارة بوتين إلى جزيرة فالام، حيث يقع الدير، إن الرئيس أكد أنه لا يجوز أن ننسى أولئك الذين يعملون ويحاربون ويضحون بحياتهم في سبيل خدمة الوطن، وذكر في هذا السياق الطيارين الروسيين اللذين قتلا وهما يشاركان في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن القومي الروسي.
كما عقد بوتين خلال زيارته إلى فالام لقاء برئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الذي يتواجد في الجزيرة في إطار الاحتفالات بعيد القديسين سيرغي وغيرمان، شفيعي الدير اللذين ساهما بقدر كبير في بلورة تقاليد النسك في الشمال الروسي.
هذا وكانت مصادر عسكرية روسية قد توقعت تكريم الطيارين الروسيين العقيد رفعت حبيبولين والملازم يفغيني دولغين بأوسمة حكومية رفيعة، بعد أن قتلا بإسقاط مروحيتهما في ريف حمص، حيث شاركا بتفاني في محاربة إرهابيي "داعش".
يذكر أن بوتين توجه يوم الأحد الماضي بزيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى جزيرة فالام، حيث الدير الشهير الذي يعود تأسيسيه إلى أواخر القرن الحادي عشر ـ الذي تحول مع مرور الزمن إلى أحد المراكز الروحية الرئيسية للدولة الروسية.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الكنيسة الروسية رسميا زيارة البطريرك كيريل إلى دير التجلي في فالام، إلا أن الكرملين امتنع عن التعليق، ولم يؤكد خبر توجه بوتين إلى هذه الجزيرة الواقعة في بحيرة لادوغا بجمهورية كاريليا، قبل منتصف يوم الاثنين.
وذكرت وسائل إعلام محلية في كاريليا أن هيئة الحراسة الوطنية أمرت بإغلاق المجال الجوي فوق مقاطعة لينينغراد وجزء من المجال الجوي فوق جمهورية كاريليا أمام الطائرات الخاصة بدءا من يوم 8 يوليو/تموز.
يذكر أن زيارة بوتين إلى هذه الجزيرة التي يحاصرها الجليد شتاء وتعصف بها الرياح العاتية في كافة الأوقات، تأتي بعد مرور شهر على زيارته إلى جبل أثوس "القلعة النسكية" في اليونان.
لكن بعد أن حظيت زيارته إلى أثوس باهتمام بالغ من جانب وسائل الإعلام الروسية والغربية، يبدو أن بوتين فضل أن يقضي عطلته في هذا الدير العتيق وسط الطبيعة الخلابة للجزيرة الشمالية، بعيدا عن عيون الصحفيين.
المصدر: وكالات