والوفيات الناجمة عن هذا التلوث المرتبط بالنشاط البشري، من نقل وصناعة وتدفئة بواسطة موارد الطاقة الأحفورية والزراعة، تشكل 9% من الوفيات في فرنسا القارية التي يبلغ عدد سكانها 62 مليون نسمة، على ما أظهرت دراسة لهيئة الصحة العامة في فرنسا.
وقال فيليب بورديون، المدير العام لهذه الهيئة العامة، إن "تلوث الجو يحتل المرتبة الثالثة كمسبب للوفيات بعد التبغ (78 ألفا سنويا) والكحول (49 ألفا)"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق "بنوع خفي من الوفيات".
وشددت الدراسة التي نشرت الثلاثاء، 21 يونيو/حزيران، على أن هذا التلوث قد يقصر "أمد الحياة لشخص في الثلاثين، أكثر من سنتين". والتراجع في طول العمر هو أشد بمعدل وسطي في المدن الكبرى (15 شهرا وأكثر) إلا أنه يطال المناطق الريفية أيضا (تسعة أشهر).
وتظهر خارطة تركز الجزئيات الدقيقة أن المدن الكبرى مثل باريس وشمال شرق فرنسا ومحور ليون-مرسيليا (جنوب شرق) هي الأكثر عرضة لهذه الظاهرة. وقالت سيلفيا ميدينا، منسقة برنامج "اير سانتيه" إن أرقام الوفيات الواردة في هذه الدراسة الجديدة لا تزيد عن نتائج سابقة.
وتؤكد الدراسة الفرنسية الجديدة نتائج دراسة أوروبية قدرت عدد الوفيات الناجمة عن التلوث في فرنسا بأكثر من 40 ألفا. وأشارت الدراسة إلى أن التعرض على المدى الطويل للتلوث له تأثير أكبر على الصحة من التعرض في المراحل المؤقتة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في التلوث. ويؤدي التعرض لتلوث الجو الناجم خصوصا عن الجزئيات الدقيقة إلى الإصابة بأمراض قلبية-وعائية وأمراض في الجهاز التنفسي وفي الأعصاب وبالسرطان. وأوضحت ميدينا أن التلوث يؤدي أيضا إلى "مشاكل في الإنجاب وفي نمو الأطفال".
المصدر: أ ف ب