أوروبا تدفع لتركيا وتغلق طريق البلقان
اتفق قادة الاتحاد الأوروبي وتركيا في ختام قمة أوروبية- تركية في بروكسل الاثنين وليلة الثلاثاء 8 مارس/آذار على ضرورة إغلاق مسار البلقان بوجه اللاجئين وتقديم أموال إضافية لأنقرة.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يوم الثلاثاء أن "زمن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا قد ولى".
وأمهل الاتحاد الأوروبي نفسه عشرة أيام لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق جديد مع تركيا، لوقف تدفق المهاجرين من أراضيها، ينص على أن تستعيد تركيا كل المهاجرين غير الشرعيين، بمن فيهم السوريون، الذين يصلون إلى الاتحاد عبر بحر إيجة.
تبادل اللاجئين وفق مبدأ "واحد مقابل واحد"
وصرّح توسك أن بروكسل وأنقرة اتفقتا على المبادئ الأساسية لمواجهة أزمة اللاجئين، ومن هذه المبادئ "إرسال اللاجئين السوريين من تركيا إلى الاتحاد حسب مبدأ واحد بواحد" ما يعني أن الاتحاد الأوروبي سيستقبل لاجئا سوريا واحدا مقابل عودة مهاجر واحد غير شرعي إلى تركيا، الأمر الذي أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو.
ميركل ترى انفراجا محتملا في العرض التركي
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الثلاثاء إن عرضا تركيا لاستعادة كل المهاجرين غير الشرعيين الذين غادروا شواطئها إلى أوروبا يمثل انفراجا محتملا في سبيل حل أزمة المهاجرين في الاتحاد الأوروبي.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي بعد قمة الاتحاد الأوروبي مع تركيا إن قادة الاتحاد دعموا الخطوط العريضة الرئيسية لخطة طرحها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لكن هناك حاجة للمزيد من العمل للتوصل إلى اتفاق في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في 17 و18 مارس/ آذار.
وقالت ميركل إن تركيا إذا نجحت في عرضها لاستعادة جميع المهاجرين غير الشرعيين فإنها ستدعم تقديم موعد منح الأتراك حق دخول الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرات إلى يونيو/ حزيران شرط أن تفي بالشروط.
وأصدر قادة الاتحاد الأوروبي بيانا جاء فيه أنهم اتفقوا على منح تركيا مزيدا من الأموال لمساعدة اللاجئين، وكذلك على تسهيل حصول الأتراك على تأشيرات الاتحاد، ودفع محادثات انضمام أنقرة للاتحاد.
لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اعتبر أن منح الأتراك حرية الدخول بدون تأشيرات لمنطقة شينغن ممكن فقط عند الوفاء بالمعايير البالغ عددها 72 معيارا.
وقال إن "طريقا طويلا لا يزال أمام "محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، لكنه أضاف في ختام قمة الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو "قد تلغى التأشيرات في يونيو إذا احترمت المعايير... هناك 72 معيارا".
اتفاق الاتحاد الأوروبي وتركيا على إنهاء مسار غرب البلقان
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن زعماء الاتحاد الأوروبي وتركيا اتفقوا في القمة على ضرورة إنهاء مسار الهجرة من اليونان إلى غرب أوروبا عبر غرب البلقان، لكن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أصرّا على شطب أي إشارة الى إغلاق طريق البلقان من مسودة البيان الختامي.
الاتحاد الأوروبي وتركيا يواصلان المفاوضات الأسبوع المقبل
وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتل في تغريدة له على موقع "تويتر" إن الاتحاد الأوروبي وتركيا سيواصلان التفاوض الأسبوع المقبل بشأن كيفية وقف سيل الهجرة، وذلك في أعقاب قمة استثنائية امتدت أعمالها لـ12 ساعة في بروكسل.
اتفاق.. أساس الانفراج
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الاتحاد الأوروبي يستطيع التوصل لاتفاق بشأن الهجرة مع تركيا، وقال "أعتقد أن لدينا أساسا لتحقيق انفراجة."
من جانبها قالت رئيسة وزراء بولندا بياتا شيدلو إن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا سيشكل خطوة كبيرة نحو حل أزمة الهجرة في أوروبا إذا ما تم تنفيذه بشكل كامل.
تركيا ترفع سقف مطالبها
وقد رفعت تركيا سقف مطالبها، فأصرت على ثلاثة مليارات يورو إضافية للمساهمة في وقف تدفق المهاجرين نحو الاتحاد الأوروبي والقبول بإعادة أعداد منهم الى أراضيها.
وفي الوقت الذي انقسم فيه الأوروبيون على أنفسهم فيما أبدت تركيا تصميما على إعطاء الأولوية لمصالحها، مستغلة ورقة اللاجئين، وقال دبلوماسي أوروبي إن أنقرة باتت على استعداد لإعادة مهاجرين الى أراضيها اعتبارا من 1 يونيو لكي تعيدهم الى دولهم.
وأعلن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن تركيا طلبت من الاتحاد الأوروبي مساعدة إضافية مقدارها ثلاثة مليارات يورو "حتى عام 2018"، مقابل زيادة تعاونها للحد من تدفق اللاجئين.
وكان الاتحاد الأوروبي وافق على مساعدة تركيا بمبلغ ثلاثة مليارات يورو لتمويل مشاريع لدمج اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، عبر تأمين وظائف لهم أو اعتماد مناهج دراسية بالعربية للأطفال السوريين.
مساعدة اليونان
ويفترض أن يفرج الاتحاد الأوروبي بسرعة عن مساعدة غير مسبوقة تبلغ 700 مليون يورو على مدى ثلاثة أعوام لمساعدة أثينا التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة، فضلا عن مساعدتها في فرض مراقبة أفضل على حدودها الخارجية عبر وكالة فرونتكس الأوروبية.
المصدر: وكالات
