وأفادت باسكال كواسارد المتحدثة باسم لجنة مساعدة اللاجئين في منطقة كاتالونيا الشمالية الشرقية "لم يصل منذ تلك الفترة سوى 18 لاجئا إلى كل إسبانيا وهذا عدد سخيف".
من جهتها قالت رئيسة بلدية برشلونة أدا كولاو الناشطة السابقة في الحركة اليسارية المناهضة للتقشف "هذا الامر يغضبنا جدا"، مضيفة أن "المدينة مستعدة من الناحية الفنية، وكل خدماتنا مستعدة والسكان ينتظرون بأذرع مفتوحة ولكن اللاجئين لا يأتون".
وأضافت أنه أمام هذا التضامن مع اللاجئين، وافقت الحكومة الإسبانية المحافظة على زيادة عدد اللاجئين الذين يمكن للبلاد قبولهم في إطار خطة الاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة اللاجئين إلى 17680 لاجئا مقارنة بـ 2749 وافقت على قبولهم سابقا.
وكشفت كولاو أنه عندما تم إعلان المبادرة في آب/أغسطس 2015 تدفقت الرسائل الإلكترونية من مئات السكان على بلدية المدينة يعربون فيها عن استعدادهم للتطوع، مشيرة إلى أن مدنا أخرى مثل مدريد وفالنسيا وقادس في الجنوب الغربي ساندوا المبادرة.
جدير بالذكر أن المدينة أطلقت على نفسها اسم "برشلونة مدينة اللاجئين".
وفي انتظار قدوم اللاجئين قامت لجنة على مدى أسابيع بوضع الاستعدادات لاستقبال جزء من اللاجئين الذين زاد عددهم عن مليون وصلوا إلى أوروبا فرارا من سوريا والعراق وأفغانستان وإريتريا، وقد تمت زيادة عدد الأماكن التي تستطيع استقبال اللاجئين في كاتالونيا من 10 إلى 41 إضافة إلى أنها ستفتتح 50 مركزا إضافيا مستقبلا، كما عززت اللجنة كذلك الخدمات الطبية والنفسية، وتقوم بتدريب البلديات في المنطقة على أفضل طرق للتعامل مع اللاجئين.
وللإشارة فإن فرع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كاتالونيا يقوم بتوظيف عاملين اجتماعيين ومترجمين ومستشاري توظيف، وأقام 3 مراكز استقبال، وما يصل إلى 200 مكان للطوارئ.
وصرح رئيس الخدمات الاجتماعية في الفرع المحلي للجنة الصليب الأحمر أوسكار باربيرو "نحن مستعدون ولكننا نعمل في الظلام دون أن نعلم متى سيصلون، وكم سيكون عدد من يصلون".
وصرح أغناسي كالبو منسق خطة "برشلونة مدينة اللاجئين"، بأن المشكلة الرئيسية هي أن الحكومة الإسبانية المركزية لا تزودنا بأية معلومات، رغم أنه تم تخصيص قرابة 11 مليون يورو لهذه الخطة.
وكان القادة الأوروبيون قد وافقوا في أواخر سبتمبر/أيلول على خطة لتوزيع 160 ألف مهاجر على دول الاتحاد الذين يتدفق معظمهم على اليونان، ألا أنه لم يتم توزيع سوى 600 لاجئ وهو ما اعتبرته كولاو غير مقبول، حيث صرحت "في الصيف سنتوجه إلى الشاطئ للسباحة، وهو نفس الشاطئ الذي يموت فيه الناس لأن أوروبا لا تؤمن لهم ممرا آمنا".
وعرجت رئيسة بلدية برشلونة بالقول "ولذلك فإن أوروبا هي شريك لمافيات الاتجار بالبشر وحوادث غرق القوارب".
المصدر: أ ف ب