هذا الإرث الفني يعود إلى أكثر من 1000 عام مضت، وهو عبارة عن تمائم صُنعت من الذهب الخالص على شكل أجسام مجنحة وزينت قديما صدور زعماء المايا، الحضارة المميزة والغامضة التي ظهرت وانتشرت في مناطق من أمريكا الوسطى بين عامي 2000 ق م – 300 م.
وتوجد عينات من هذه الأشكال المجنحة الشبيهة بالطائرات في عدة متاحف عالمية من بينها، متحف الذهب في كولومبيا، ومتحف علم الأجناس البشرية في برلين، ومتحف التاريخ الطبيعي في شيكاغو بالولايات المتحدة.
بدأ الاهتمام يتركز على هذه التحف الذهبية الغريبة في عام 1969، حين لاحظ بعض الباحثين الشبه الشديد بينها وبين نماذج الطائرات المعاصرة.
من بين أول من اكتشف مماثلة هذه التحف الفنية الذهبية بالطائرات، عالم حيوان شهير، درس خصائص إحدى هذه التحف ووصل إلى استنتاج مفاده أنها ليست تصويرا لأي شكل من أشكال الحياة البرية الموجودة في المنطقة، وأن لا نماذج لها بين الحيوانات.
وحين انضم إلى دراسة هذه الأشكال، خبراء متخصصون في الطيران، فاجأ هؤلاء الجميع بالتأكيد على أن هذه التحف التاريخية الذهبية هي عبارة عن نماذج مصغرة لآلات طائرة!.
أثارت دراسة هذه التحف الذهبية ضجة كبيرة في الأوساط العلمية في مختلف أرجاء العالم، وأدى ذلك إلى عملية بحث واسعة عن أشكال مماثلة في المتاحف ولدى هواة جمع التحف التاريخية، وبنتيجة هذا النشاط تم العثور على 30 نموذجا ذهبيا مصغرا أثريا لما يعتقد أنها طائرات. وعلى الرغم من تنوع أشكالها إلا أنه يمكن تمييز أجنحتها وجسم الطائرة وذيلها وقمرة القيادة.
وقام خبراء في الطيران بالولايات المتحدة عام 1996 بإجراء تجارب على نماذج طائرات، صُنعت طبق الأصل عن هذه المجسمات الذهبية بعد مضاعفة حجمها 16 مرة، والنتيجة كانت مذهلة!
النماذج المستنسخة عن تحف "المايا" الذهبية والتي يتم التحكم فيها عن بعد تتميز بقدرتها المثالية على الطيران وبحركتها الانسيابية مع الهواء، وبأن مثيلات لتصاميمها لا وجود لها في الطبيعة.
أجرى فيما بعد العديد من الخبراء المتخصصين في الطيران في عدة جامعات ومؤسسات علمية أوروبية وآسيوية اختبارات مماثلة والنتائج كانت مطابقة ومدهشة تؤكد أن "تصاميم" المايا الذهبية، بغض النظر عن الهدف منها، تبدو في الجو كما لو أنها أعدت بدقة متناهية خصيصا كي تطير.
م. الطاهر