وفي هذه الأيام التي تشهد حروبا واضطرابات وأزمات متنوعة خطرة يمر بها العالم في محتلف أرجائه، يبحث البعض عن المستقبل في أسفار العرافين والمنجمين. وهنا تحظى فانغا بمكانة كبيرة لا تقل عن مكانة نوستراداموس في القرن السادس عشر.
صحيفة "The Daily Mirror" تطرقت مؤخرا إلى نبوءات العرافة البلغارية التي توفيت في العام 1996 بعد أن ناهزت 85 عاما، وقالت إن فانغا التي يعتقد الكثيرون أنها تنبأت بهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، وبتسونامي تايلند نهاية العام 2004، حذرت من أن "متطرفون مسلمون" سيسيطرون على أوروبا في العام 2016!
وذكرت الصحيفة البريطانية أن العرافة البلغارية ذائعة الصيت تحدثت قبل نحو عقدين من الزمن عن حرب كبيرة ستندلع بعد "ربيع عربي" يجتاح المنطقة في العام 2011. وتنتهي هذه الحرب في العام 2043 بإقامة "خلافة" عاصمتها روما!.
هذه النبوءة وصفتها "The Daily Mirror" بالمروعة، لافتة إلى أن العرافة البلغارية لو صدقت، فإن أوروبا بوضعها الحالي ستختفي من الوجود بنهاية العام المقبل، وستتحول القارة إلى قفار جرداء، لافتة إلى أن أنصار نظرية "المؤامرة" يلمحون إلى أن مسلحي "داعش" يسيطرون في الوقت الراهن على أراض في ليبيا وسوريا غير البعيدتين عن أوروبا.
ويحاول المهتمون بفانغا وبتنبوءاتها الملغزة، الإيحاء بأنها تكلمت عن الأحداث في شرق أوكرانيا من خلال تفسير قولها "كل شيء سيتزعزع في أرض الدياميس والجبال المشيدة، ونتيجة لذلك، الكثير سينهار في الغرب، وسيصعد الكثير في الشرق!"
والمدهش أن هؤلاء عثروا على الكثير من الخبايا في عبارات فانغا الغامضة، بما في ذلك ما اعتقدوا أنها نبوءة باختفاء أوكرانيا من الخارطة السياسية، مستندين في ذلك لقولها: "وسيأتي ستريلوك وسوف تقف عشرين وثلاثة أعوام وما وقف عشرين وثلاثة أعوام سيتحول إلى هباء!".
فسّر البعض هذه النبوءة بأن ستريلوك التي تعني السهم، إشارة إلى إيغور ستريلكوف، أحد زعماء القوات المناهضة لكييف في شرق البلاد، أما ما وقف 23 عاما، فهي أوكرانيا، بدلاله عدد السنوات بعد انفصالها عن الاتحاد السوفييتي!.
أما أشد نبوءات فانغا قتامة ورعبا، فهي تلك التي فسرها البعض بأنها حرب عالمية ثالثة ستظهر نذرها ابتداء من العام 2016 الذي تصفه العرافة البلغارية بأنه سيكون نقطة تحول في تاريخ البشرية، وفيه ستختفي أوروبا من الوجود، بعد أن تجتاحها الأوبئة والأمراض.
تقول عبارات العرافة البلغارية بهذا الشأن إن " العام 2011 سيكون حاسما، ستبدأ الحرب بالاشتعال في الشرق، وسيتم تدمير أوروبا... العام 16 ستصبح أوروبا فارغة باردة".
يحدث ذلك بعد اشتعال حرب عالمية ثالثة، تكون بحسب فهم البعض لتنبوءات فانغا، بين الولايات المتحدة ومتطرفين إسلاميين، وستستعمل في آخر فصولها أسلحة كيماوية!
حرب عالمية يقول مفسرو نبوءات فانغا أن شرارتها الأولى ستندلع في سوريا "حيث مهد الحضارات والثقافات، حيث تعايشت الأديان لآلاف السنين".
العرافة البلغارية ردت حين نطقت بنبوءتها على سؤال عن وقت هذه الحرب تحديدا بقولها: "قبل أن تسقط سوريا!"، ويضيف أنصارها وحواريوها إلى كل ذلك أن علامة هذه الأحداث ومفتاحها معلق في عبارتها القائلة بأن رئيس الولايات المتحدة "الأخير سيكون أسود البشرة".
يمكننا القول بثقة أن الحياة على كوكب الأرض لن تتوقف بنبوءة مهما حاول أنصارها أن يجمعوا لها المبررات وأن يحشدوا حولها الحجج والأسباب، والكوكب مر في السنوات الأخيرة بعدة نبوءات عن نهاية العالم هازئا، ولن تكون هذه الأخيرة.
مرت وتلاشت تلك التواريخ السوداء لأن البشرية ليست معادلة حسابية بسيطة يمكن حلها في غمضة عين، ولا هي بوجود هامشي طارئ حتى يرتبط مصيره بقدرة سحرية لكائن فان.
محمد الطاهر